وسط هذه المآسي تذكرت الدجال

 ‏18‏ آذار‏ 2013

Imageقرأت مؤخراً كتاباً ضخماً مليئاً بالصور الجميلة والحروف الملونة عن “أشراط الساعة”، أيان تقوم القيامة لأحد العلماء العارفين بالأصول والأديان، وبخاصة القرآن المجيد والحديث النبوي الشريف، فوجدت العجائب والغرائب، ومنها أن المسيح الدجال الذي سيأتي في آخر الزمان سيكون قديراً جداً في اصطياد الأتباع والأشياع بحنكته وطراوة لسانه ورقة حديثه وقدرته على التأثير في الناس، وبخاصة النساء، لدرجة أن بعض الرجال سيوثقون نساءهم وأمهاتهم وأخواتهم وبناتهم خشية الالتحاق بصفوف الموالين للدجال والانخراط في طوابير عساكره، فقلت لنفسي: عساه يكون السيد حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، ثم اتضح لي بأن الدجال أعور العين اليسرى أو اليمنى، والسيد نصر الله ليس أعوراً، ورحت أمر في ذهني على صور القادة والزعماء، الموتى والأحياء، من الكورد والعرب والفرس ومن بين ظهرانيهم من الأقليات، فلم أجد أحداً منهم يشبه الدجال في الوجه، على الرغم من أن بعضهم لايقل تأثيراً منه في البشر، وهناك من استطاع تجميع قوى عسكرية لامثيل لها خلال شهورٍ قلائل، دون أن يخوض حرباً أو يهزم عدواً أو ينشىء حكومة أو أن يكون متحدثاً قوياً أو شاعراً أو ممثلاً من ممثلي هوليود الحائزين على جوائز الأوسكار… فهم دجالون ودجاجلة دون أن يكون أحد منهم أعوراً…

قرأت عن هذا الدجال، المذكور في الأديان، الذي ربما ينتظر دوره على جمر النار، ليظهر على مسرح شارع السياسة في المنطقة، أنه يستطيع خداع الناس وكسبهم إلى صفوفه بسرعة لأنه قادر على تحقيق أمنياتهم، إضافة إلى قيامه بانجاز معجزاتٍ مختلفة، ومنها أنه يلتقي بشخص يحب أبويه الذين كانا ميتين حباً لامثيل له، فيقول له الدجال:”إذا أحييت أبويك الآن، فهل ستتبعني؟” فيرد الشخص الذي تفاجأ بذلك العرض المغري:”بالتأكيد.”، فأمر الدجال ابليسين من أبالسته بتقمص شخصية كل من الأب والأم، فأسقط الرجل في يديه ولم يعلم ماذا يقول، فقال له المتقمص شخصية أبيه:”اتبع ياولدي هذا العراف الكبير، فإنه هو الله بذاته!” وأصرت المتقمصة شخصية أمه على أن يعترف ولدها بالدجال رباً له. فتم للدجال ما سعى إليه وسار الشخص المخدوع الذي لم يصدق عيناه ما رآه خلف الدجال، وهو على يقين بأنه يتبع إلهه وبأن عليه التضحية بالنفس والبذل بالمال من أجل عقيدته الجديدة. وبعد أن جمع الدجال أغلب الناس وراءه وتصرف بينهم كإله، لايشك أحد في ربوبيته وفي صحة ما يقوله وفي ضرورة تعبيد الناس كلهم له، يأتي إلى الدجال شاب بدوي يكاد لايفقه شيئاً وتسخر الناس من بساطته ورعونته في الحديث، فيقول للدجال الأعور:”أنا لا أصدق بأنك إله يا أعور!” فيقول الدجال:”وهل تصدقني إن قتلتك الأمام أعين البشر وأحييتك من جديد؟” فيقول البدوي:”جرب إن استطعت!”، فيمتشق الدجال سيفه الحاد الطويل ويضرب البدوي على خاصرته فيشق جسده شقين، فيقع شق هنا والآخر هناك، بحيث يمر الدجال من بينهما. وهنا يتدخل الله عز وجل في الأمر، فينادي الدجال:”قم أيها البدوي” فيحيي الله في اللحظة ذاتها البدوي ويلتصق شقا جسده ببعضهما، والله يعلم ما في صدور عباده، وبماذا سيرد البدوي، فيقف البدوي بين يدي الدجال حياً يرزق. فيسأله الدجال مزهواً وفخوراً بما استطاع القيام به:”وماذا تقول الآن، أيها البدوي؟ ألست بربك؟” فيجيبه البدوي بعبارة كهذه :”أنت قتلتني، ولكن الله خالقي هو الذي أحياني، وأنت أيها الأعور لست سوى الدجال الذي لاتستطيع خلق ذبابة.” ومن هنا يبدأ الناس بالشك حيال الدجال ويثورون في وجه طغيانه وجيشه العرمرم، إلى أن يظهر المسيح الحقيقي، عليه السلام، الذي يقتل الدجال وينهي أسطورته القائمة على الدجل والسحر والخطب العذبة هنا، والوعود المعسولة الكاذبة.

الطريف في هذه القصة، هو أن الكثيرين يتبعون الدجال بدون أن يحقق لهم شيئاً من مطالبهم ولايدرون إن كان الدجال صادق الوعد أم أنه كاذب أصلاً… واكثر أولئك الأتباع الذين التحقوا بالدجالين بثمن بخس هم مع الأسف من قومنا الكوردي الذي يصدق كل دجلٍ سياسي وكل من يتشدق بأنه منقذه وموصله إلى بر الأمان… فمأساتنا الكبرى هي ضلالنا واتباعنا الدجاجلة، دون التأكد مما يقومون به فعلاً، وأخطرهم من ليس إلا مرتزقاً للنظام جاء يخدعنا بالكلام المعسول والوعود التي سرعان ما تظهر أنها خلبية لاقيمة لها في شارع الواقع والحقيقة 

بين الخطأ السياسي والخيانة السياسية خيط رفيع

‏  08.03.2013    

هناك من يبرر الأخطاء السياسية للأحزاب الكوردية في غرب كوردستان مهما كانت تلك الأخطاء فادحة ومضرة بشعبنا وبقضيته العادلة. وذريعته الأولى في ذلك هي أن هذه الأحزاب “كوردية!” تنظيماً وتركيباً، وما علينا سوى تحمل أخطائها مهما كانت كبيرة. والذريعة الثانية  هي أن هذه الأحزاب تمنع القوى المعادية للكورد وكوردستان من اقتحام المنطقة الكوردية والحاق الأذى بشعبها، ويرى هؤلاء أن التفريق بين الخطأ السياسي والخيانة للشعب والقضية يجب أن لايصل إلى درجة التمعن التام في الأحداث اليومية وإنما في مراعاة السياسات المختلفة، وعندما تطلب منهم شرح مفهوم “الخيانة” فإنهم ينهون الحوار فوراً، أو يجاوبون بأنه مصطلح واسع يبدأ من “الخيانة الزوجية” وينتهي بما يسمى ب”الخيانة الوطنية”، دون اعطاء تفصيلات بهذا الصدد.

وفي الحقيقة، وكما نقلنا في مقالة سابقة عن الحكيم الصيني كونفوشيوس، فإن من الضروري درءاً للوقوع في مطبات سياسية أو علمية كبيرة، شرح المفاهيم والمصطلحات المستخدمة من قبلنا بشكلٍ وافٍ وصحيح، وهذا يعني إظهار الفارق بين “الخطأ السياسي” و”الخيانة السياسية”، قبل مراعاة السياسات المختلفة للأحزاب، حتى لانتجاوز الخط الأحمر الذي يعتبر الشعب تجاوزه خيانة بحقه.

نعم، مفهوم الخيانة واسع، فمن ذلك الخيانة الزوجية التي تنتهي أحياناً بمأساة عائلية، يذهب ضحيتها شخص أو اثنان أو كل العائلة، مثلما يحدث في البلدان الأوروبية، حيث يقتل أحد الزوجين لدى اكتشاف الخيانة في بيته سائر أفراد عائلته ونفسه، ولكن عندما يذهب شعب من الشعوب ضحية مؤامرة أو خيانة زعيم أو حزبٍ من الأحزاب، فيتعرض الشعب إلى مذابح جماعية أو إلى حرب طويلة الأمد، يحاول البعض تخفيف الجرم الكبير الذي أدى إلى ذلك واعتباره مجرد “أخطاء سياسية”.

لنأت بأمثلة عن الخطأ السياسي وعن الخيانة بهدف الاقتراب من معانيهما:

إن ذهاب الدكتور عبد الرحمان قاسملو لملاقاة ممثلين عن الحكومة الايرانية في فيينا بحضور شخص ثالث بهدف وضع اللبنات الأولى للسلام والاتفاق بين كل من حزبه والحكومة التي حاربته عسكرياً، كان خطأ سياسياً فادحاً أدى إلى اغتياله واغتيال من أراد أن يكون شاهداً على ذلك اللقاء، وهذا الخطأ السياسي الكبير قد أدى إلى انتكاسة فظيعة للحزب الديموقراطي الكوردستاني – ايران، نلاحظ آثارها على الحزب حتى اليوم، إلا أن مسار الحزب وأهدافه وأسلوبه في النضال لم يتغير، وهكذا ذهاب زعيم حزب العمال الكوردستاني، السيد عبد الله أوجلان، إلى أوروبا ومن ثم إلى كينيا في أفريقيا، عوضاً عن الذهاب إلى جبال كوردستان الشامخة حيث رفاقه المستعدون لبذل دمائهم من أجل حمايته، قد أدى ذلك الخطأ الجسيم إلى اختطافه، وبالتالي إلى الدخول في مسلسلٍ طويل من التنازلات عن الحق القومي الكوردي، لدرجة أن السيد أوجالان لايطالب الآن بأي شكلٍ من أشكال الإدارة الكوردية القومية، بل الإدارة الديموقراطية المحلية، بمعنى توسيع الحيز الديموقراطي الموجود حالياً في الحياة السياسية التركية فقط، بحيث ينال الكورد بعض حقوقهم الثقافية لا أكثر ولا أقل، كما يعني ذلك إحداث تغيير شامل وعميق في بنية الحزب الذي كان يعتبر نفسه البديل الثوري عن الحركة السياسية الكوردستانية وكان يعتبر المطالبة بما دون الاستقلال “خيانة عظمى” من الأحزاب الكوردية لقضية الأمة الكوردية. وفي مقدمة كل التغييرات إنهاء الوضع الثوري والكفاح المسلح الذي به تمكن الحزب من استقطاب وجذب مئات الألوف من الشباب الكوردستاني إلى صفوفه حتى الآن.

وبين الحالتين تفاوت واضح في مدى إضرار الأخطاء السياسية لقيادة ما أو قائدٍ ما بحركة من الحركات. أما الخيانة فيمكن توضيحها بالتالي:

اتصال الزعيم التركي مصطفى كمال بزعماء الكورد قبل اسقاط الخلافة العثمانية وابدائه المحبة والصداقة للكورد والاعتراف بحقهم القومي والوعد بتحقيقه، والتبرؤ من تلك الوعود بعد قيام الجمهورية ومن ثم اعتقال أولئك الزعماء وشنقهم بالجملة والتنكر لحقوق الكورد وصرف النظر عن مطالبهم العادلة… فهذه هي الخيانة بعينها… وكذلك وعود آية الله خميني بمنح كوردستان حق تقرير المصير (خود موختاري)، ثم رفض تنفيذ ذلك بعد استيلائه على ثورة الشعوب الايرانية واعلانه الحرب على الشعب الكوردي وادعائه بأن “مفتاح الجنة في كوردستان” واقدام أتباعه على ارتكاب المجازر ضد الكورد، حيث راح ضحيتها أكثر من 40.000 مواطن في كوردستان.  ففي الحالتين غدر وخيانة وليس مجرد أخطاء سياسية.

قد تحدث الخيانة على مستوى شخصي في القتال، كانتقال مقاتل بمفرده من خندق الثورة إلى ختدق عدو الثورة، وحمله السلاح، بدافع مالي أو بهدف الحصول على منصبٍ أو لمجرد الخوف من العدو، في وجه إخوته الذين كان يحارب في صفوفهم قبل خيانته لهم. وقد تكون الخيانة جماعية من قبل أعداد كبيرة من الناس مثل حالة “الجحوش” في جنوب كوردستان سابقاً، ومثل حالة “الكوي قوروجي” فيما بعد في شمال كوردستان.

وهناك الخيانة السياسية، وهي متفشية بين الكورد أيضاً مع الأسف كإنكار حزبٍ من الأحزاب لوجود هذا الجزء من كوردستان أو ذاك، وهذا ما حدث فعلياً بقرارات صادرة عن مؤتمرات أحزاب تقودها شخصيات كوردية “كبيرة!!!”، في وضح النهار، وتم تبرير ذلك بأن الحزب يمارس التكتيكات، وبعض هذه الشخصبات لم تكن بحاجة إلى قرار من حزبه ليعلن بأن لكوردستان ثلاثة أقاليم فقط.

ومن أشكال هذه الخيانة هو التعاون والتنسيق بين حزبٍ من الأحزاب ودولة تضطهد الشعب الكوردي، وذلك بهدف القضاء على حزبٍ كوردي آخر، بل عرضه الخدمة مقابل منافع على مخابرات هذه الدولة أو تلك، كما حدث مراراً في تاريخ الحركة الكوردية عملياً مع الأسف.

ومن العارفين بهذه الشؤون من يعتبر  استمرار حزبٍ أو زعيم في ارتكاب الأخطاء السياسية خيانة للأمة، وعلى هذا الأساس تصرف نواب الشعب في مجلس الشيوخ في روما حيال القيصر يوليوس، حيث اعتبروا مسلسل أخطائه خيانة لروما وشعبها فاجتمعوا على ذلك الاتهام واغتالوه فيما بينهم، في مجلس الشيوخ ذاته، حتى أن أقرب أصدقائه إليه، بروتوس، قد شاركهم في الاغتيال.

هناك من يعتبر محاولة اغتيال الدكتاتور النازي أدولف هتلر من قبل بعض ضباطه، خيانة للوطن والشعب والقائد، رغم كل أخطاء الزعيم، ولكن هناك من يعتبر أولئك الضباط أبطالاً وأحراراً قضوا نحبهم برصاص الدكتاتورية لانقاذ وطنهم وشعبهم، لذلك يتم الاحتفال رسمياً من قبل السياسيين والعسكريين الألمان بذكرى محاولتهم الفاشلة تلك في 20 حزيران من كل عام. وهذا يعني أن الموضوع نسبي، من وجهة نظر سياسية، وليست واضحة تماما كما في الحالة العسكرية، وكل واحد ينظر إلى المسألة من زاوية مختلفة، إلا أن أحداً لاينكر  كون أولئك الضباط المغامرين من خيرة الرجال المخلصين للجيش الألماني، على الرغم من رفضهم التام للزعيم النازي وعزمهم على التخلص منه ووقف الحرب وانهاء النظام النازي.

وحالياً، يرى معظم أحرار الجيش السوري أن الدكتاتور بشار الأسد لايرتكب أخطاء سياسية فحسب، بل إنه مجرم بحق الإنسانية، يجب محاكمته أمام محكمة سورية أو دولية على جرائمه وأن أخطاءه السياسية قد تجاوزت حد المعقول إلى مستوى الخيانة للشعب السوري ولسوريا.، لذلك يعتبرون الانشقاق عن جيشه عملاً وطنياً وليس خيانة عسكرية.

ومع الأسف فإن بعض الشخصيات والأحزاب الكوردية لاتزال غير قادرة على الانفكاك عن هذا النظام، وتمارس احتيالاً  خطيراً على الشعب الكوردي، بهدف ابعاده عن الثورة السورية بذرائع باهتة، ولذلك فإنها تساهم في خيانة الأسد ونظامه، عن علم أو جهل، بحيث يبدو أن هذه الشخصيات والأحزاب لاتميز بين الخطأ السياسي والخيانة السياسية، لأن بينها خط رفيع يكاد لايرى.

وبصدد الأحزاب الكوردية أبدي رأيي على هذا الشكل:

إن الذي يسكت على تمزيق العلم القومي للشعب الكوردي، سيسكت على خيانة هذا الشعب أيضاً…

Nivîs li ser rûyê demê

Cankurd / 08.03.13    

Ev navê pirtûka helbestê ya taze ye, ku Dr. Husên Hebeş bi wê pirtûkxaneya kurdî û ya almanî maldartir dike. Ev bergê pêşîn ê xweşik jî tabloyeke ji yên hunermendê me yê navdar Yehya Silo, ku pirtûk pê hatiye xemilandin. Bo min rûmeteke, ku van herdu hêjayan dostên min ên nêz in, û ez li ser wan û berhemên wan dinivîsim

Image

Dr. Husên Hebeş, sala 1948ê li Çiyayê Kurmênc, li rojavayê Kurdistanê, ji dayîk bûye, li Efrîn û Helebê xwendiye, û li Urisê xwendina xwe di sala 1983ê de teva kiriye. Li ser kovara „HAWAR“ doktora xwe nivîsandiye, û ji sala 1984ê de li Almaniya Federal dijî. Wî gelek pirtûk bi Kurdî û zimanên dî nivîsandine, bêtir wekî lêkolîner û helbestvanekî kurd hatiye nasîn. Hinde pirtûk jî ji Rûsî û Almanî wergerandine Kurdî. Xebatên wî di warê ferhenga kurdî de jî mezin in, û niha li ser zimanê Avêsta jî dixebite. Bi ser de jî mamostiyê zarokan e, bi zimanê kurdî li dibistanên bajêrê Bonnê wan fêrdike. Li van salên dawî, di gelek rojên helbesta Almanî û helbestvanên nêvneteweyî de amade bûye, û hinek helbestên wî yên Kurdî hatîne wergerandin bo bêtir ji 10 zimanên cîhanê

 Ev pirtûka Dr. Husên Hebeş, ku bi çelengî û xweşikî, ji aliyê Free Pen Verlag ve, di bin jimareya ISBN 978-3-938114-82-7 de, hatiye çapkirin û derxistin. Pirtûk ji 146 rûpelan e, û helbestên di nêv de bi herdu zimanan hatîne nivîsandin: Kurdî û Almanî. Hêja Sebastian Heine helbest kirine Almanî. Bêtir ji 40 helbestan di pirtûkê de hatîne danîn, ku gelek xişûş û pêhoşiyên helbestvan anîne zimên, û bi hev re tabloyeke rengareng a ji bîranînan, êşkên dilê helbestvanekî, ku bi neteweya xwe ve hatiye zemirandin, nikane ji xwe bike an xwe ji wê bike, û bi ser ve jî tevlêbûneke wî ya kûr bi civaka almanî re derdikeve ber çavên xwendevan

 Kurdiya mamhosteyê giranbiha balkêş e, û evîndariya wî, carina wekî pêlên xort ên zireyekê xwe davêjin holê, ku mirov binzor dibe zincîra helbestan heta dawiyê bixwîne

Eve wêneyeke ji wêneyên helbestî, yên ku di vê pirtûkê de ne

Ez ji zû de çavrêdikim

te li nav bajarekî

Li kenara zeryayekê

Wek masiyekî ji nav avê derkevî

û bibêjî va ye ez ji beja dûr

ji salên herkîna ûrvana têm

Divê xwendevan bi xwe vê pirtûkê bistîne û bixwîne, da bibîne û bizane, ku helbestvanê me jî çarîka nenasînê di qada helbestvaniya nêvneteweyî de çirandine û dikanin tîrêjên helbesta kurdî bigihînin kûraniya tariyên gelek dûr, û dikanin dergahên ku ta niha li ber me girtî bûn, bi bizavên xwe yên hêzdar û berhemdar vekin.

انعكاسات التقارب الأردوغاني– الأوجلاني على غرب كوردستان ؟

‏ ‏5 ‏ شباط  2013‏  

ليس هناك من يشك في أهمية وضرورة السلام للشعوب المتجاورة، كما لايشك أحد في أن الحرب لاتجلب سوى الدمار وسفك الدماء، والبديل الوحيد للحرب هو الحوار بين الجيران المتخاصمين، ولذا فإن من يرفض الحوار والسلام بين الشعوب إنما يؤيد الحرب والنزاع، وبذلك يساهم بعلم أو بغير علم في سفك الدماء وفي تدمير البلدان. ولكن ليس كل سلامٍ سلام والثورات تختلف عن الحروب بين الدول، وفي معظم الحالات تتمتع الثورات ضد النظم الاستبدادبة بمزبدٍ من التأييد، ليس في البلد الذي تبدأ فيه الثورة فحسب، وإنما في المحيط الاقليمي له أيضاً، بل في العالم كله، على الرغم من أن بعض الثورات، كما هي الثورة السورية اليوم، تفتح أبواب الجحيم على شعبها وبلادها، وذلك لأن النظم الاستبدادية،كما هو النظام السوري، لاتستطيع الاعتراف بأن ما يجري ضدها ثورة، وتحاول نسج القصص وحبك الذرائع في محاولة يائسة لاظهار الثورة وكأنها جزء من مؤامرة شريرة لقوى خارجية أو أن المقاتلين ضدها ليسوا إلا إرهابيين جميعاً، على الرغم من أن معظمهم انشقوا عن الجيش البعثي العقائدي العلماني، وتشرع في ممارسة مختلف صنوف القمع والعنف والعدوان والتعذيب الوحشي، مثلما يزعم نظام الأسد ويرتكب من مجازر، ومثلما زعم غيره وارتكب من جرائم من قبل، لأن الاعتراف بالثورة يعني التنازل عن السلطة للشعب الثائر، وهذا يؤدي إلى نهاية وجوده، بل ومحاسبته على جرائمه وفساده وخروقاته لحقوق الإنسان وتدميره المصالح العامة لليلاد وهدره للطاقات والأموال.

 لذا، لايمكننا الوقوف في وجه المبادرة الساعية إلى السلام بين الترك والكورد، وبين طرفي النزاع: الحكومة التركية وحزب العمال الكوردستاني، وباختصار بين السيد رجب طيب أردوغان, رئيس وزراء تركيا، والزعيم العمالي السيد عبد الله أوجالان، مهما كانت هذه المبادرة واهية وبسيطة، وسواءً أكان هذا الطرف صاحب المبادرة أو ذاك الطرف. فلربما تفتح هذه المحاولة ثقباً كبيراً في الجدار النفسي الثخين والقديم بين الرافضين للوجود القومي الكوردي والثائرين من أجل حريته وصون وجوده، على الرغم من أن الناظر إلى بنود المبادرة لايجد فيها ما يدل فعلاً على أن أهداف وطموحات الشعب الكوردي قد أخذت بعين الاعتبار… وبرأيي إن مجرد إيقاف النزيف الدموي الذي يعاني منه الشعبان: الكوردي والتركي، خطوة هامة وجيدة في الاتجاه الصحيح، مهما كانت تلك الخطوة بطيئة وخجولة ومتواضعة. ولكن يمكننا القول بأن ثمن هذا السلام كان غالياً جداً لشعبنا الكوردي، ولن يجني منه سوى أدنى حقوقه، التي كان بالامكان الوصول إليها عن غير طريق الثورة والقتال أيضاً، لو كانت هناك وحدة قومية كوردية في مواجهة العنصرية الطورانية.

أما محاولة البعض تصوير ميادرة السلام وكأنها انتصار تاريخي للشعب الكوردي فهذا لايقنع حتى أشد الناس ولاءً لأصحاب المبادرة أنفسهم.

كان لاندلاع الثورة في شمال كوردستان في 15 آب 1984 بقيادة حزب العمال الكوردستاني وقع سحري جذاب، فانخرط الآلاف من فتيان وفتيان الكورد السوريين في صفوفها وانطلقوا إلى جبال كوردستان المروية بالدماء أبد التاريخ، تاركين وراءهم مقاعد الدراسة وأعمالهم وأهلهم، بحثاً عن الحرية التي حرمتهم منها النظم الاستبدادية المعادية للكورد وكوردستان، والتي منها من شجع إبعاد الشباب الكوردي السوري عن ساحة النضال في سوريا وزجهم في معارك خاصة بها ضد الحكومات المتتالية على دست الحكم في أنقره، فالنظام الأسدي استخدم الورقة الكوردية لممارسة أشد الضغوط على أنقرة بهدف المساومة عليهم فيما بعد للحصول على كميات أكبر من مياه نهر الفرات المتدفق عبر الحدود التركية – السورية باتجاه الجنوب، وكذلك لانتزاع مزيدٍ من الحقوق للأقلية العلوية في تركيا، وللتغطية على حقيقة تخلي هذا النظام عن “لواء الاسكندرون” نهائياً.

وهكذا ستكون لالقاء سلاح حزب العمال الكوردستاني انعكاسات على الوضع الكوردي في غرب كوردستان، مثلما سيترك آثاره على الأقاليم الأخرى من كوردستان، فالشباب الكوردي السوري الذي لايزال في بقع القتال المنتشرة في شمال وجنوب وشرق كوردستان محكوم علبه نتيجة أي اتفاق بين حكومة أنقرة وحزب العمال الكوردستاني بالخروج من ساحة الصراع لأن شباب الكورد الشماليين سيعودون إلى قراهم ومدنهم ليبدؤوا صفحة جديدة من الحياة ولربما من الحياة السياسية من لونٍ آخر مختلف عن القتال والكر والفر في الجبال.

ومن ناحية أخرى، فإن حزب الاتحاد الديموقراطي “الكوردي” في سوريا مرتبط عضوياً بحزب العمال الكوردستاني وزعيمه المعتقل، أي بالحزب الذي ربما يبحث له الآن عن اسم جديد لتحوله مع الأيام إلى حزبٍ خليط طبقياً ولفقدانه الارتباط بالكوردستانية منذ الاعلان عن هذه المبادرة الأخيرة التي تخلو من أي عبارة عن كوردستان وحريتها واستقلالها أو من أي عبارة تقترب من أدنى مستوىً لحق تقرير المصير للشعب الكوردي. فهل كانت أهداف الشعب الكوردي منحصرة في الافراج عن زعيم معتقل وبعض الحقوق الثقافية والانخراط في الوطنية التركية؟

وفي الحقيقة لايمكن لأي زعيم كان، معتقلٍ كان أم حر طليق، أن ينوب عن شعبٍ بأسره في تحديد سقف مطالبه السياسية وتقرير هذا الحق الذي يؤكد عليه القانون الدولي للشعوب والأمم. وحزب الاتحاد الديموقراطي هذا، المطالب ب”إدارة ذاتية ديموقراطية” في سوريا، سيجد نفسه وحيداً في الساحة في مواجهة منتقديه ومنافسيه وخصومه، لأن القوة السياسية والعسكرية التي وراءه ستأخذ أشكالاً جديدة في نضالاتها، تتسم بأنها ستكون في إطار “الدولة التركية” وفي حدود “الدستور التركي” وبالتنسيق مع القوى الحاكمة في تركيا وحدها، ولن يبقى لها ذلك التأثير السحري السابق على الكورد في غرب كوردستان، الذين كانوا يطمحون إلى حريتهم ولون من ألوان الإدارة لمناطقهم بعد نجاح الثورة في شمال كوردستان.

وإذا ما اشتد ضغط التيار الأوجلاني على قيادة حزب الاتحاد الديموقراطي، هذا التيار المتجه نحو الاتفاق ضمن حدود “الوطن التركي” مع حكومة أردوغان، التي طالما اتهمها الأوجلانيون بعداوتها الشرسة للشعب الكوردي، وبأنها حكومة رجعية متخلفة، فإن حزب الاتحاد الديموقراطي سيواجه احتمالين لاثالث لهما:

–         فإما أن يرضخ للتوجهات الأوجلانية ويتم افراغه من مضامينه “الثورية” ويلقي سلاحه الكثير ويحل تنظيماته المسلحة ليتحول إلى رديفٍ متلائم مع ما يجري في شمال كوردستان،

–         وإما أن يرفض ذلك ويبتعد عن المسار السياسي الجديد للأوجلانية، ويعرض نفسه وقيادته بذلك النشوز إلى مخاطر الخروج على أوامر الزعيم، الآمر الناهي، على طول الخط.

 وفي كلا الاحتمالين مشاكل ونتائج غير محمودة لحزب يعتبر نفسه البديل عن كل الحراك الديموقراطي الكوردي ويعزز وجوده عن طريق امتلاك مزيدٍ من أسباب القوة القتالية والمالية والشعبية، ويفرض نفسه على الساحة الكوردية بتلك الأسباب مجتمعةً.

وهنا يتساءل المرء عما إذا كانت مبادرة التقارب الأردوغاني – الأوجلاني في خدمة شعبنا الكوردي في غرب كوردستان أيضاً؟

برأيي، ليس هناك أقرب من الترك والكورد كشعبين متجاورين، وذلك منذ أن قدم الترك من سهول آسيا إلى المنطقة وفرضوا أنفسهم بقوة الحراب على شعوبها، وعلى الرغم من استمرار النهج العنصري الطوراني ضد شعوب المنطقة، وعلى الأخص ضد الكورد والأرمن، فإن حكومة عاقلة وواقعية، تفهم جيداً المتغيرات الدولية على الساحات المختلفة، ومنها الساحة السياسية، والاقتصادية، والاعلامية، وكذلك حجم التحديات الكبرى التي تواجه مجتمعاتنا في ظل الأزمة الاقتصادية – المالية العالمية، لابد أن ترمي عن نفسها تلك الخرق البالية من العنصرية وتعيد اكتشاف العلاقات الضرورية بين شعبها والشعوب المجاورة، فتبني بذلك أسساً سليمة من أجل حياةٍ مشتركة هدفها صون الحريات والحقوق والتآخي والمصالح المشتركة فيما بين هذه الشعوب. ويبدو أن حكومة أردوغان على هذا الطريق الذي سيؤدي إلى السلام، إلا إذا تم نسف الجسور من قبل قوى اقليمية ودولية لمنع حدوث أي استقرار في المنطقة، وفي مقدمة تلك القوى حكومة طهران الطائفية التي تستشعر المخاطر من التقارب بين شعبين في غالبيتهما العظمى من السنة. وهكذا كانت ايران طوال العهود السابقة منذ النزاع الصفوي – العثماني الطويل الأمد. وكان بالامكان تحريك النظام السوري الأسدي لافساد العلاقات التركية – الكوردية، إلا أن هذا النظام بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت ضربات الثورة الشعبية الكبرى التي انطلقت في آذار عام 2011 وراحت تتعاظم يوماً بعد، رغم كل العنف والقمع الوحشي من قبل النظام وأعوانه وحلفائه.

أعتقد بأن الشعب الكوردي في غرب كوردستان لن يتعرض إلى الأذى فيما إذا تقدمت المباحثات وتعمقت بين طرفي المبادرة السلمية في تركيا، ولكنه سيلقى الأذى فيما إذا حاولت الحكومة التركية، وهي تحاول فعلاً، منع شعبنا من الحصول على حقوقه القومية المنصوص على عدالتها وشرعيتها، سواءٍ في الشرع الذي يزعم حزب السلطة في تركيا ايمانه به أو في القانون الدولي. وهنا يجدر بالقوى الكوردية السورية مزيداً من التضامن والاتحاد فيما بينها وتوجيه رسالة واضحة ومشتركة باسم شعبها الكوردي إلى المعارضة السورية وإلى العالم كله، إضافة إلى ضرورة دمقرطة نفسها بشكل جاد ومستمر، والتأكيد للمحيط الاقليمي بأن نضالنا القومي في غرب كوردستان نضال سلمي ديموقراطي لايطالب إلا بما هو حق لشعبنا المظلوم حسب الشرائع السماوية والأرضية.

وبقدر ما يتجاوب حزب الاتحاد الديموقراطي مع مساعي القوى الكوردية الأخرى في سوريا وفي كوردستان، تصبح المهمة أسهل والأهداف أقرب للمنال، وسيستفيد منها هكذا تجاوب كل من هذه القوى معاً وعلى انفراد.

ولكن قد يؤدي الاتفاق بين الطرفين الأردوغاني والأوجالاني إلى شيء من التضييق على حكومة جنوب كوردستان، التي ستضطر إلى مزيدٍ من ضبط النفس والتقارب مع طهران لعدة أسباب وجيهة، ولكن هذا موضوع آخر يتطلب مداخلة أخرى.

على خطى البارزاني الراحل حتى النصر

 1 آذار  2013‏  

Imageظل البارزاني مصطفى ولايزال الشعلة المتقدة التي تنير درب الأجيال الكوردستانية المؤمنة بحق أمتها الكوردية في الحرية والحياة، ولايزال مثالاً للتضحية والتواضع وحب الإنسان في قلوب المقاتلين الثوار أينما كانوا في كوردستان، والمتتبع لحياة هذا القائد الكبير، كان من الأجانب أو من الكورد أنفسهم، يعلم تماماً أنه كان قائد كفاح شعبٍ عشق الحرية وضحى من أجلها بالغالي والنفيس، وساهم بنفسه في مختلف المعارك الثورية، لايهاب الظالمين ولايتراجع عن الهدف الاستراتيجي الذي وضعه نصب عينيه، ألا وهو تحرير قومه الكوردي من الغبن التاريخي الكبير، كما يعلم دارسو تاريخ الثورات الكوردية أن لا أحد فاق البارزاني مصطفى في الصمود في وجه مختلف المؤامرات التي سعى مدبروها ومن خلفهم من القوى المعادية للكورد وكوردستان لزعزعة إيمان الكورد بالدور التاريخي الهام لقائدهم، ولذلك فإن أي محاولة جديدة لاحباط الشعب الكوردي وللتقليل من أهمية “خطى البارزاني” في الكفاح الثوري الكوردستاني مصيرها الفشل، لأن شعب كوردستان يعلم تماماً أن إنجازاتنا في جنوب كوردستان اليوم لم تكن لتحقق إلا على أكتاف بيشمركة البارزاني التي لن يخور ولاؤها بقائدها في يومٍ من الأيام.

لقد جاهد البارزاني لتربية بيشمركته وكوادره تربية قومية ووطنية صحيحة، عمادها الوفاء للقضية العادلة والتضحية والفداء، ومن بين بيشمركته الأقربين أولاده، الذين منهم المرحوم ادريس ورئيس اقليم كوردستان الجتوبي الأخ مسعود. وحيث أن البارزاني مصطفى كان قدوة الأخوين المناضلين والمحاربين في صفوف البيشمركة والمعلم الاول والأكبر الذي تربيا على يديه، فلايستطيع أحد في الدنيا التفريق بين النهج القومي والوطني الذي عليه البارزانيون اليوم وبين نهج البارزاني مصطفى، فهم حقيقةً طلاب مدرسة الحرية والوطنية والدفاع عن الحق القومي الكوردي أينما كان.

في ذكرى رحيل البارزاني مصطفى، القائد الذي أحبه الشعب الكوردي وتبعه عن قناعة بأنه لن يخونه وقاتل وراءه عقوداً من الزمن، وانتصر خطه السياسي – الثوري أخيراً، رغم الانتكاسات والهزائم المريرة، ورغم أنف الخونة والجحوش والمغامرين الحاسدين، ورغم أنف كل المؤامرات المتتالية، أجدنا نحن الكورد مدينون ل”خطى البارزاني” في الانتعاش الكبير الذي تشهده الحرية في كوردستان.

إن على الكورد أينما كانوا ليس الوفاء للبارزاني فحسب وإنما حماية نهجه العريق في الدفاع عن الشعب الكوردي والتصدي لعملاء الأنظمة المتربصة بانجازات هذا الشعب.

خطى البارزاني هي نهج لحرية الكورد وكوردستان… وليخسىْ الخاسئون