المنحدر الخطير للدكتاتورية

24‏ كانون الثاني‏، 2011

لايقولن أحد بأن سوريا غير تونس، وبأن النظام السوري غير النظام التونسي…فأساس كل أساس هو أن في سوريا أيضاً شعب يريد الحياة ويسعى لأن تنكسر قيوده، ولايغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم… وهذا يعني –قبل كل شيء آخر-  تغيير النظام السياسي الذي يتحكم بنمط حياتهم… وليس مجرّد تغيير رؤساء الوزراء أو وزراء الدفاع العجائز…وفي سوريا نظام لايختلف في شيء عن نظام زين العابدين بن علي وزوجته الحاكمة الناهبة الغاصبة

في سوريا مثل تونس زين العابدين تعيش شريحة ثرية للغاية، أحد نماذجها الملياردير رامي مخلوف (قريب من أقرباء الرئيس)، في حين لايتجاوز متوسط دخل المواطنين السوريين 300 دولار أمريكي شهريا.. وفي سوريا اختلال وعدم توازن، ففي منطقة من مناطقها (كالمنطقة التي يأتي منها الرئيس) ترى نسبة عالية من التوظيف والتشغيل، وفي غالبية مناطقها (وبخاصة حيث الكورد المنبوذون) يبلغ معدل البطالة أكثر من 20 بالمائة من مجموع السكان

في سوريا مترفون قلائل ينعمون بكل ما يشاؤون من خيرات النظام، في حين يعترف التقرير السنوي للتمنية الصادر تحت اشراف الأمم المتحدة في نهاية عام 2010 بوجود ما يفوق ال7 ملايين مواطن فقير في البلاد… وبالطبع فإن حصة الكورد من هذه الملايين أكبر من حصة غيرهم، فهم محرومون أكثر من سواهم من مختلف الوجوه ويجدون أنفسهم دائماَ في أدنى قوائم التفاضل والاختيار للشغل، وبخاصة في وظائف الدولة العليا وأجهزتها العسكرية والادارية الهامة، باستثاء عمل فئة منهم كخدم لدى عوائل كبار الضباط وكعملاء لدى دوائر الأمن العديدة…

في تونس الخضراء، ثار الشعب لأنه لم يعد يتحمل الفقر والجوع والحرمان، ولأنه متأثر منذ زمن بعيد بديموقراطية الشعوب التي تعيش على الطرف الآخر من البحر الأبيض المتوسط، ونظام زين العابدين تمادى في طغيانه وجوره على الشعب، وفي سوريا سيثور الشعب لأنه سئم الدكتاتورية والقمع المستمر وإرهاب الأجهزة الأمنية…. وفي سوريا أيضاً سجناء قضوا أغلب سنوات عمرهم في زنزانات أضيق من المراحيض وأكره منها رائحة وتعرضوا لتعذيب نفسي وجسدي لايطاق، كما أن في سوريا من خرج من السجون ليهيم على وجهه كالمجنون، ومئات الألوف من السوريين قد هربوا من البلاد نتيجة رفضهم الخضوع والخنوع للنظام الذي بني على الظلم والقسر وتدمير الحياة الانسانية

جنرالات تونسيون رفضوا إطلاق النار على شعبهم التونسي، وجنرالات سوريون سيرفضون ذلك بالتأكيد أيضاً لأنهم أصحاب كرامة عسكرية، وأقسموا اليمين على الدفاع عن الوطن، لا الدفاع عن نظام تم استهلاكه من قبل فئة باغية تسلب الشعب قوت يومه وتزج بأحراره في السجون، حتى ولو كانوا في الثمانين من العمر، مثل الحقوقي الكبير هيثم المالح، أو صغاراً في السن مثل الشابة طل الملوحي

لا أحد يستطيع لوم شعب يرفض الاستعباد، واللوم كله يقع على الدكتاتورية الحزبية أو العسكرية أو الطائفية التي وضعت البلاد على شفا منحدر خطير، وحال النظام السوري في استهتاره بحرية الشعب وخرقه المستديم لحقوق الإنسان لايقل خطورة عن حال نظام زين العابدين، الذي كان يعتقد حتى آخر لحظة بعدم تخلي العالم الحر الديموقراطي لن عنه وأن الجيش سيطيعه في تنفيذ أوامر القتل والسحل والاجرام، وأن فروع مخابراته كافية لقمع أي ثورة شعبية كانت، فخاب سعيه وانكشف ضعف ساقيه وظهرت عورات نظامه للدنيا كلها، فإذا به فأر مرتعد، يهرب في أول فرصة سانحة له، وهو جنرال أمني عريق، فكيف بمن كان طبيب عيون لا خبرات عسكرية لديه، وآخر وزير دفاع له كان مجرّد خبير بفنون المطباخ وهجاء القادة العرب، دون حياء أو خجل من نياشينه الكثيرة

إنه المنحدر الخطير للدكتاتورية السورية اليوم، يضاف إليه أن عنق النظام لايزال تحت المقصلة، فإذا صح ما أعلن عنه لقناة الجديد “شاهد الزور!!!” محمد زهير الصديق مؤخراً، عن وجود اثباتات تدين النظام في جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري، فإن المحكمة الدولية ستسرع (في حال قبولها لتلك الأدلة السمعية والبصرية!) في دفع النظام باتجاه السقوط، أو باتجاه حشره في زاوية كما يقال، لأن الشعب السوري يرفض أن يحكمه نظام “ارهابي!” يغتال رئيس دولة جارة لبلاده، وسيطالب بتقديم مسؤولي النظام المتهمين إلى المحكمة الدولية

والذين يقارنون بين سوريا اليوم وسوريا عهد المذابح في حماه وحلب ومجزرة تدمر، فهم مخطئون تماماً، لأن العصر تغير وانتهى زمن الحرب الباردة، بل انتهى معسكر الدعم الشيوعي للنظام، والعالم الحر الديموقراطي سيختار من لايثير له مزيداً من الانتقادات، مثلما فضّل القبول بالتغيير في تونس عوضاً عن رئيس يحكم بالحديد والنار، طوعاً أو كرهاً، وتحكمه امرأة تزيد عنه حباً للسيطرة والمال…والغرب لم يعد يكترث لحماية “دكتاتوريين مفلسين” بقدر ما يطمح لصون مصالحه المستقبلية مع أنظمة أشد استقراراً وأقل جرائماً، حيث الشعوب تتهم الغرب بأنه يقف وراء كل هؤلاء المجرمين السفاكين للدماء والمختلسين لأموال الشعوب، ويهيئون الأجواء لنشوء مستنقعات ينمو فيها الكره والحقد على “الامبرياليين”…ويزداد الإرهاب حدة بسبب وجودهم في السلطة

الشعب التونسي يطالب الغرب والعربية السعودية والامارات العربية باعادة الأموال المغتصبة المسروقة من قبل نظام زين العابدين وأهله وأقربائه، وسيطالب الشعب السوري بمحاسبة الذين اغتالوا وعذبوا وآذوا السوريين وسرقوا أمواله أيضاً

الشرطة التونسية تحولت من قامع للمظاهرات إلى القيام بالتظاهر بنفسها في الشوارع دفاعاً عن حقها كجهاز وطني مستقل عن الصراعات السياسية، وهكذا الشرطة السورية التي ستدافع أيضاً عن مصالحها المهنية وستحترم ارادة الشعب السوري، وستكون أداة في أيدي أصحاب القضاء والعدالة وليس في خدمة نظام لايعترف بالقضاء إلا تابعاً له

فلايقولن لنا أحد بأن النظام أقوى من الحديد، والرئيس السوري الذي شاهدنا هروب جيشه من لبنان، أشجع من زين العابدين، وكل شيء تمام في سوريا اليوم… فلقد شبعنا من تلقي مدائحكم وتملقكم يا أصحاب الأقلام المأجورة، فمصيركم لن يكون بأفضل من مصائر كتبة التقارير الرخيصة للأجهزة الأمنية

وإن غداً لناظره قريب

المعارضة السورية والسؤال الكبير: ما العمل؟

جان كورد
cankurd@email.com

: ‏19‏ كانون الثاني‏، 2011
أدى الانتصار المذهل، الذي يكاد تاماً، للشعب التونسي على جلاديه من طغاة العهد البائد، إلى تغيير واضح في الخارطة السياسية للمنطقة الجنوبية من حوض البحر الأبيض المتوسط، يتسم باندحار دكتاتورية عاتية ومدججة بالسلاح وسائر أدوات القمع الرهيب أمام زحف الجماهير المؤمنة بحقها في حكم نفسها بنفسها والمستعدة للتضحية بأرواح كثيرين من أبنائها وبناتها في سبيل حريتها، عندما تدق ساعة النزول إلى ساحة المعركة السياسية الكبرى مع أعدائها…
لاريب فيه أن الصفات التي عليها أنظمة القمع في عالمنا المعاصر متشابهة جداً، وفي مقدمتها صفة الهروب عندما يشتد أوار الملحمة البطولية التي يسجلها الشعب الثائر في وجهها… ولكن لايمكن القضاء، حسب مبدأ تساقط أحجار الدومينو، على نظام مستبد رغم ضعفه بذات السهولة التي تم القضاء على نظام شبيه، فلكل مجتمع ديناميكيته الخاصة به وظروفه الذاتية والموضوعية، التي تجعله متميزاً عن غيره في نقاط، رغم التشابه التام في أمور عديدة، ومنها: الفساد الشامل، تعطيل الدستور أو تعديله بما يعزز الدكتاتورية السياسية أو الحزبية، الخرق المتواصل لحقوق الإنسان، البطالة المتفاقمة المؤدية إلى اتساع شريحة الطبقة الأفقر من المواطنين، كبت الحريات الاعلامية، الارهاب المنظّم بحق المعارضة، تعاظم اضطهاد الأقليات القومية أو الدينية في البلاد…
ولذا، فإن المعارضة الديموقراطية والوطنية السورية تسأل هي الأخرى نفسها الآن، كما في العديد من الدول المشرفة على البحر الأبيض المتوسط، عما إذا كان بمقدورها الاستفادة من الدرس التونسي المثير، وعما يجب أن تفعله بعد الآن، لمواجهة نظام لايختلف في كثير عن نظام زين العابدين بن علي، وبخاصة فإن ذلك النظام استند على حزب شبيه بحزب البعث التابع للنظام الأسدي في سوريا، طوعاً أو كرهاً، واستخدم ذات أساليب القمع والاقصاء ضد المعارضة، وأفقر الشعب ودك أسس الوحدة الوطنية وأضعف البلاد من شتى النواحي… وتمكن الشعب منه رغم ذلك دون أدنى مساعدة خارجية، عسكرية أو سياسية أو مالية…
لقد جاء الانتصار التونسي بسرعة غير متوقعة لعدة أسباب، يمكن عبر التطرق إليها التعرف على أسباب الضعف لدى النظام الذي بدا في أيام قلائل من التظاهرات الجماهيرية الحاشدة أضعف مما كان يتوقعه أي مراقب سياسي. كما يمكن الانتقال من خلال ذلك إلى تلمس نقاط القوة والضعف لدى كل من النظام السوري الذي لايزال حاكماً والمعارضة التي لاتزال غير واثقة من نفسها كما يبدو.
– لايهم أحداً في العالم الخارجي من يحكم تونس التي ليست لها واردات بترولية عظيمة، كما في جارتها ليبيا أو كما على سواحل الخليج (الفارسي- العربي) وليست لها حدود مباشرة مع اسرائيل ذات الشأن الكبير دولياً، كما هو حال سوريا والأردن ومصر ولبنان، ولاتقع على ممرات مائية دولية، كما هو شأن دولة الامارات العربية وعمان واليمن وجيبوتي ومصر والمغرب وبناما وغيرها… والمهم لدى قادة المنظومة الدولية أن لايحكم في تونس من هو في حالة عداء مستديم مع مصالحها وشعوبها، وأن لايدعم الحاكم التونسي المقبل “الارهاب الدولي” ضد العالم الحر الديموقراطي.
– حتى في أفريقيا فإن تونس لم تعلب تاريخياً دوراً هاماً، كما أنها لاتستيطع التأثير في جيرانها في شمال أفريقيا، فهي أضعف بشرياً من جارتها الغربية (الجزائر) وأضعف اقتصادياً من جارتها الشرقية (ليبيا)، وليس لها عمق أفريقي جيوسياسي مثلهما…
– لم تستطع تونس لعب أي دور هام في مسألة الصراع العربي – الاسرائيلي، سوى استقبال قادة وكوادر منظمة التحرير الفلسطيني لدى تعرضهم لهجوم القوات الاسرائلية في عام 1982 في لبنان واضطرارهم للنزوح عن لبنان، ومن بينهم القائد الفلسطيني ياسر عرفات ذاته. فلمع اسم تونس آنذاك بعض الوقت، ثم سلطت الأضواء الإعلامية على جوانب أخرى من المنطقة…وتركت تونس ينهشها الذاب في ناحية مقفرة من العالم…
– بدا النظام التونسي وكأنه مدعوم تماماً من الدول الأوروبية والأمريكية، ولكنه في الحقيقة كان بمثابة عبء ثقيل على عاتقها، فممارسات النظام الخارقة لحقوق الإنسان كانت قد وصلت إلى مستوى ضار بسمعة كل من يصادقه ويعلن عن علاقاته معه. وبالتالي فإنه كان يغذي “الارهاب” في شمال أفريقيا بهذا الأسلوب، عوضاً عن المساهمة في القضاء عليه.
وإذا ما نظرنا إلى النظام السوري، الذي هرب منه نائبان لرئيس الجمهورية من قبل، أحدهما في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد “القائد إلى الأبد!!!” مؤسس النظام، والآخر في عهد الرئيس النجل بشار الأسد، والذي فشل حتى الآن في سياساته الاقتصادية والمالية، ولكنه يحاول تصوير هذا الفشل الذريع على أنها انتصارات، فإننا نجده متمتعاً حتى الآن ببعض أسباب القوة منها:
– في حين أن الشعب التونسي متناسق قومياً ودينياً ومذهبيا، فإن سوريا بلد متعدد القوميات والأديان والطوائف والمذاهب إلى حد كبير بالنسبة إلى تونس. والنظام يجيد لعبة “فرّق تسد” الشهيرة، واستفاد من ذلك كثيراً أثناء المرحلة الدموية بين عامي 1979-1982، حيث تمكن من ترويع الأقليات غير المسلمة وشدها إلى جانبه، بل تمكن من كسب عقول وقلوب رؤساء الأحزاب القومية الكردية أيضاً، على الرغم من أن الكورد الذين يشكلون ثاني أكبر قومية في البلاد من حيث الحجم السكاني والتوزع الديموغرافي، ليسوا أقلية من الناحية الدينية وانما جزء من الأكثرية السنية بفارق بسيط هو أن بين ظهرانيهم أقلية دينية “أيزيدية” أيضاً ولربما قرية أو قريتان من الطائفة العلوية… ولاندري لربما وعد النظام قادة الكورد آنذاك بتحقيق مطالبهم القومية، ولكنه سرعان ما استمر في مشاريعه العنصرية حيال القوم الكوردي بشكل صارخ، ولم نسمع عن أي لين في سياسته العنصرية ضد الكورد حتى اليوم، بل أوغل في ذلك مؤخراً.
– الجيش السوري مبني على أساس طائفي أصلاً، فقياداته علوية، وهو مدرب على الدفاع عن العاصمة السورية وليس على الدفاع عن كامل الأرض السورية، فالتاريخ الحديث لسوريا الأسد والبعث يثبت لنا أنه جيش مهامه الأساسية “حماية النظام والثورة!”، ولكن الجيوش لاتستطيع التصدي لشعب كاملفي حالة غليان. في عام 1982 كان الوضع شيئاً آخر، وكذلك أثناء الانتفاضة الكردية في عام 2004، فالشعب لم يتحرك ضد النظام في كل مكان. في الحالة الأولى كان “الإسلاميون” في صراع دموي لوحدهم ضد النظام، وفي الحالة الثانية كان الشعب الكردي وحده في الميدان، حتى أن أحزابه التي تعلن نفسها ممثلة له لم تشارك في الانتفاضة، بل لعبت دوراً تميعياً لها، على أمل أن يتوقف النظام بعد ذلك عن سياسته الإرهابية ضد الشعب الكوردي. لقد فشل الجيش التونسي في إخماد انتفاضة الشعب التي سرعان ما انتشرت في سائر مدن البلاد وأدخلت النظام في شباك الصيد الواسعة. لقد حرر الشعب الكوردي مدنه من إدارة النظام، ولكن لم يكن هناك بديل سياسي من احزابه.
– الموقع الجيوسياسي لسوريا يؤهل النظام لأن يظهر نفسه حتى اليوم كعنصر “أمن واستقرار” لدى العديد من الدوائر الاستراتيجية في العالم الحر الديموقراطي، وهو باقٍ أصلاً لتصور بعضهم في العالم الخارجي أن النظام يؤدي لهم دور جندي تحت السلاح، يحمي الحدود الشمالية لاسرائيل ويقمع المناوئين في الداخل وفي لبنان الجارة، ولاينكر أحد أن للنظام الأسدي – البعثي دور هام في ضرب فصائل فلسطينية قوية ورئيسية في لبنان، وفي محاولة القضاء دموياً على “الإسلاميين” السوريين في ثمانينات القرن الماضي، هؤلاء الذين يعتبرون النظام عائقاً أمام تحرير فلسطين وسداً في وجه مشروعهم السياسي.
– استطاع النظام خلال فترة حكمه الطويلة جداً شراء الذمم واكثار التابعين وبناء جيوش من المرتزقة تحت أسماء وحدات عسكرية وأمنية مختلفة، وفرض سيطرته على شتى التكتلات الاجتماعية والمساجد ومخاتير القرى وزعماء الأحزاب ، إلاّ من رحم ربي وربكم، وأسس دولة سرية بموازاة الدولة العلنية، وجعل في كل زاوية من بيت المواطن السوري له عملاءً يكتبون التقارير ببعضهم ويراقبون من حولهم مراقبة صارمة، حتى أصبحت الجامعة والجامع، الثكنة والمدرسة، الفندق والمطعم، النقابة والروابط، كلها في شباكه العنكبوتية، يرى ويسمع كل واحد، حتى أنه بنى لنفسه في المهاجر شبكة واسعة للغاية من عملائه وجواسيسه، إلاّ أنه ضعيف في مجال واحد، ألا وهو معرفة متى ومن أين تهاجمه طائرات العدو وتغير على موقعه النووي الوحيد في عمق البلاد، ففي هذا المجال تجد النظام صماً بكماً عمياً…وهذا عجيب وغريب…! ويفشل في الكشف عن الذين يغتالون جنرالاته او أحداً مهما كعماد مغنية الارهابي الكبير أو عالماً إسلامياً مثل الشيخ محمد معشوق الخزنوي…إن لم تكن هي هذه الجرائم من أفعاله هو بالذات، كما هو مسلسل جريمة اغتيال الجنود الكورد…
– يستخدم النظام شتى فنون القمع والإرهاب ضد المعارضة، ويمتلك لذلك سلسلة طويلة من جحور الاعتقال والتعذيب والقضاء على الإنسان واهانة كرامته، وبالفعل فإن سوريا صارت مضرب الأمثال في فنون التعذيب الكثيرة وفي انتهاك الحقوق الإنسانية، وهذا ما جعله (يبدو) قوياً في نظر الكثير من المواطنين المذعورين مع الأيام. وتمكن النظام من اقامة علاقات قوية مع منظمات ارهابية أو لاتتوانى عن ارتكاب جرائم اغتيال أو خطف وتسليم المعارضين إلى سوريا، وفي مقدمتها حزب ألله الايراني الأصل واللبناني شكلاً وصورةً، وفلول البعث العراقي البائد وتنظيم القاعدة ومن على شاكلته في العراق، إضافة إلى بناء جهاز قوي للمخابرات السورية في لبنان بشكل خاص، حتى يعكر الماء على المعارضين السوريين ويهددهم أو يقضي عليهم هناك.
– مدت دول تعتبر نفسها من الدول “الديموقراطية” أيدي العون والمساعدة للنظام، في وقت تجاهلت وجود “معارضة” سورية، ومنها دول الاتحاد الأوروبي التي حاولت جذب سوريا وكسبها إلى معاهدة دول البحر الأبيض المتوسط الشهيرة، وبخاصة فرنسا منذ عهد الرئيس ساركوزي، وكذلك السعي التركي لاستغلال الفرص واحتواء سوريا سياسياً واقتصادياً، وذلك بهدف السيطرة على السوق الوطنية السورية بذريعة العمل لابعادها عن ايران التي تحاول لعب دور دولة عظمى في المنطقة وتدفع لذلك أموالاً وسلاحاً وخبرات كبيرة في الاغتيال والتعذيب والاعلام…
وبالمقابل، فإن نقاط ضعف النظام قد ازدادت، بسبب سوء تصرفاته السياسية، داخلياً وخارجياً، وكذلك بسبب فشله الاقتصادي الذي مصدره السلب والنهب المنظّم لأموال الشعب واهدارها دون وجه حق، والاضطراب الكبير الذي عليه النمو الاقتصادي في البلاد لأسباب عديدة لامجال سردها هنا، وذلك إضافة إلى نقاط الضعف التي يشترك فيها النظام مع سائر النظم القمعية الشبيهة به، ومنها التي ذكرناها في البداية:
– النظام بفكره السياسي من بقايا النظم الاشتراكية الفاشلة المنقرضة، وهو الوحيد الباقي في المشرق العربي، بعد القضاء على نظام صدام حسين البعثي على أيدي قوات التحالف الدولي في عام 2003. كل الأنظمة المحيطة بسوريا جغرافياً تسير بشكل أو بآخر صوب الديموقراطية، بدرجات متفاوتة. والشعب السوري يرغب أيضاً في اقامة نظام تعددي منتخب منه ويسعى لأن يحكم نفسه بنفسه.
– لقد تطوّر وعي المواطنين، بسبب التغيرات الكبيرة على الصعيد العالمي، وخاصة في مجال الاتصالات الالكترونية ونشوء محطات نشر وتوعية واتصال غير خاضعة لسياسة النظام، فالاعلام الذي يتغذى منه الشباب السوري ليس اعلام “الثورة” و”البعث” و”تشرين” وانما هو الاعلام العالمي الحر والعربي شبه المستقل، ولذلك فإن وعيه السياسي أيضاً في تطور مذهل، رغم سياسة الحجب الالكتروني التي يحاول فرضها في سائر المجالات على ما يراه ويقرأه الانسان السوري عبر الانترنت. والعوائق التي يضعها لمنع الشباب من تلقف الخبر المستور والرأي المعارض لاتستطيع منع كل شيء عنه.
– هناك أطراف متزايدة في العالم الحر الديموقراطي بدأت تدرك جيداً أن النظام الأسدي – البعثي ليس عنصر أمن واستقرار، وبخاصة منذ اعتلاء الرئيس النجل عرش السلطان، وعلى العكس من ذلك فإن ازاحته وبناء نظام ديموقراطي حر منتخب سيزيل سائر العقبات في أن تلعب سوريا دورها الحضاري الكبير في المنطقة وتساهم بقوة في عملية السلام العادل وتخف حدة تنامي التنظيمات “الارهابية” وتجفيف مستنقعها الذي سبب وجوده عدم القضايا الساخنة في المنطقة والفوضى الاجتماعية في البلاد، هذه الفوضى التي مصدرها نظام الرعب السوري قبل أن تكون الأفكار المتطرفة لبعض الارهابيين.
– أفرغ النظام السوري الجيش السوري من محتواه الوطني المدافع عن البلاد ليصبح أداة لبقاء وصون قلاعه فقط، وهذا ما يخلق في صفوف الجيش تذمراً وخلخة قد لاتكون ظاهرة اليوم ولكنها قوية ولابد أن تكون لها انعكاسات كبيرة في حال قيام معارضة سورية قوية في الساحة، تساندها مختلف شرائح الشعب السوري، بغض النظر عن مكوناته الاثنية والدينية.
– فقدان الأنظمة الدكتاتورية بشكل عام للمظلة الدولية التي كانت تحميهم والمعسكر المنافس للعالم الحر الديموقراطي، الذي يجد هذه الأنظمة أعباءً ثقيلة على أكتافه، يريد التخلص منها بسرعة، وحالة تونس ترينا بأن النظام الدكتاتوري هناك لم يتلّق معونة بالشكل الذي توقعه المراقبون من أقرب أصدقائه وأشقائه… بل إن هناك أصواتاً عالية في الغرب تدعو لازالة هذه الأنظمة بكل وضوح وثبوت، ومنظمات حقوق الإنسان العالمية تنشر باستمرار تقارير ليست في صالح هذه الأنظمة، ومنها النظام الحاكم في سوريا.
– نمو معارضة سورية ديموقراطية ووطنية بأشكال وصور متعددة، رغم أنها غير متماسكة، وانهيار فلسفة “الحوار مع الدكتاتورية” و”الدعوة لاصلاح البين والتغيير الطوعي” و”التضحية بقضية الحرية والديموقراطية للشعب السوري بسبب قضايا أخرى أهم!”، ونرى اليوم تساؤلاً كبيراً يلقي بظله على وجوه المعارضين السوريين، ألا وهو: ألا توجد في سوريا معارضة حقاً؟ وإن وجدت فما العمل الذي يجب أن تقوم به الآن؟ ومن أين تبدأ؟ وكيف؟
– الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد، بحيث تعتبر سوريا من الدول الفقيرة التي تحتاج لمساعدات كبيرة من اليونسكو، وأدت سياسات النظام العنصرية تجاه الشعب الكوردي إلى اخلاء منطقة الجزيرة من السكان بشكل متعاظم، نتيجة انتشار الفقر المدقع، تلك المنطقة التي كانت خزاناً هائلاً للمنتوجات الزراعية والثروة الحيوانية، كما أدى اتساع البالونات السكانية حول المدن الكبيرة، وبخاصة دمشق وحلب، إلى ازدياد المشاكل الاجتماعية والانفلات الأمني وتعاظم الجريمة المنظمة، وتغلغل الفكر الارهابي إلى الأحياء الفقيرة، وارتفاع نسبة العاطلين عن العمل، مقابل الخمود الواضح في المجالات الزراعية لخلو الريف من الأيدي العاملة الشابة… لقد ارتفعت نسبة الفقراء المدقعين ازدياداً صارخاً حسب التقارير العالمية.
طبعاً هناك نقاط ضعف كثيرة أخرى، منها قدرة المعارضة على منازلة النظام في العالم الخارجي واقحامه في صراع سياسي مكشوف على الصعيد الدولي، وعلى اعادة تنظيم نفسها بحيث تصبح قوة فاعلة حقاً، كما أن ظلال المحكمة الدولية الخاصة بجرائم لبنان لاتزال ترعب النظام الدمشقي، وفشله في كل مبادراته التي انفرد بها كقوة هامة مجاورة للبنان أو التي تمتع فيها بدعم عربي ودولي، يظهر سوريا كدولة فقيرة ذات نظام بائس متخلّف، تابع للفلك الايراني الذي ينتهج سياسات خطيرة في المنطقة، ويسعى إلى فرض مذهبيته الضيّقة على شعوبها، لن يبكي أحدا في العالم بسبب زواله… ولكن أن نزعم بأن هذا سهل وممكن التحقيق بمجرّد خطوة تقوم بها أطراف من المعارضة أو كرد فعل على حادث خطير كأن يحرق نفسه شاب سوري، فهذا ضيق أفق. ومن الخطير أن ننتظر حتى يقدم النظام بنفسه على الانتحار بقيامه بمبادرة واسعة للقضاء على كل أشكال المعارضة وبالتالي حدوث شيء عظيم نتيجة جنون وطيش النظام، فالنظام ليس غبياً لهذه الدرجة وسيمضي في انتهاج سياسة العصا والجزرة مع المعارضة، وممارسة الرياء والنفاق والبهلوانيات مع العالم الخارجي، وقد يلجأ إلى اتخاذ خطوات على غرار السماح مؤقتاً لما يسمى ب”المنتديات الثقافية والسياسية” التي انتشرت كالفطر بعد تولي بشار الأسد رئاسة البلاد لفترة وجيزة، حتى ينسى الناس ما حدث في تونس وغيرها، ثم يعود النظام لطاحونته فيستمر في طحن عظام الشعب دون حسيب … وها هو يصدر عدة فرمانات متتالية في يوم أو يومين، وكأني به يسعى لرشوة الشعب…
والجواب هو عند المعارضة، كل المعارضة معاً… وهذا لن يتم دون اتفاق على شعار موحد، دون وجود نقطة اتفاق أساسية، ودون الاعتراف المتبادل بين أطرافها… إن الفرصة سانحة الآن لعمل جاد ومشترك، والشعب لن يصبر على كسل وخمود هكذا معارضة طويلاً…

Bêjey a dil (6) Rewşa netewê

Bêjey a dil (6)
Rewşa netewê

Nasekî min ê ku li gundekî ji gundên derdora Helebê mamoste bû, ji min re ev bûyera ku ez niha ji we re dinivîsim, salix da, got:“Carekê ez û jina xwe, li ser mijareke malbatî ya tew ne giring bû, bi hev çûn, şorek ji min, yek ji wê, me kire qirecir… Li gundê ku ez têde mamoste bûm, di mala de, ji min û wê pê ve kesek tune bû, zarokên me jî hîn pêda nebû bûn. Rabû ez bi şev ji mal derketim û min berê xwe da çolê, da ez piçekî bi tenê xwe bimînim, pevçûna xwe bi hevjîna xwe re ji bîr bikim, da roja dî gava ez ji xew rabim, ez bi mejiyekî zelal biçim dibistanê, ez xeyd û nevîna xwe bi xwe re nebim û bi ser seriyên zarokan de nerijînim. Rast jî min xwe wilo fêr kiri bû, ku berfa diho ji diho re bihêlim, rojeke nû û destpêkeke nû. Wilo jî jiyan asantir û aştir dibe, çi di mal de û çi li derveyê malê. Heyv çarde salî bû û asîman sayî bû, stêrk dibirîsîn û ji dûr ve hinek sirtên bê dar û bê mal bi rengê reş dixuyan.

Ez êpê (1) geriyam, rêçên min di rêk û çixirên nav zeviyan de çê bûn, wan rêk hemî neziftkirî bûn, bi toz û kulxan bûn. Ji nişka ve helbesteke seyda Cegerxwîn hate bîra min û wilo ez bi rewşa helbesvan û nivîskarêd kurd ve gêro bûm. Min pevçûna xwe ya devkî bi jinikê re tew jî bîr kir. Êdî ez bi helbestvanan re ketim gengeşiyan…lê belê… Ez di wê navê de ji wî gundî bi dûr keti bûm. Ez rawestiyam û min li ber şewqa hêvê bizava xwe kir bibînim, ka kat çiye, min destê xwe yê çepê hilda ber çavêd xwe û min li katjimêrê nêriya. Dora 10ê şevê bû. Min got ku ez vegerim wê çêtir be, dibe ku jinik bi tenê xwe bitirse. Ez bi paş ve zîvirim.
Ne dengê mirovekî, ne girîna zarokekî, ne ewtîna segekî û ne jî vingevinga motorekê, ji wan motorên li nav zeviyan bo pêdakirina kehrebê an jî ji bo hilkişandina avê ji kûraniya çalekê an bîrekê, tenê ji aliyê sirtan ve dengên roviyan û ji nav pûş û pelaşan xiştexişta kosî û mişkên nav zeviyan dihatin guhên min. Dêmek ez pir ji mirovatiyê ve bi dûr ketime. Ez bi tenê xwe mame. Min di keviya rê re lez kir, da pir toz ji ber kilaşên lingên min ranebe, lê çi malên gund û çi çiraxên malan xuya nebûn. Paş ku min çavêd xwe li dora xwe baş gerandin, min dît ku li aliyekî min xaniyekî ji kerpîçan, ku bi rengê mor ê giran heye, di pencereke xanî re rohniya çiraxekê dixuye. Bêguman bi roj wê rengê xanî piçekî zelaltir ba, min ê zûtir bidîta. Min got: Ez herim ji xudanê malê bipirsim. Min guman kir, Erebekî esmer ê çîprût , simbêl qaling, bi kiras û egal, wê derkeve û debanê (2) xwe ber bi rûyê min bike, hema xudanê malê, ku teperepa kilaşên min li ber derî bihîsti bû, bi lez derî vekir, gavek bi derve de avêt û ziq rawestiya. Ew bi şal û şepikê kurdî bû, navpişteke dehqatî li nava xwe gerandi bû, wekî pêşmergeyekî şorişa Êlûnê, li ber şewqa hêvê rû û cilpaqij dixuya. Yekser berî ez pirsekê bikim, got:„-Mamhosteyê hêja, tu vê şevê li vir çi dikî? Qey te rêya xwe winda kirî?“

„-Bira tu Kurdî? Min kaxeza seriyê xwe winda kirî.“

Ew keniya û got: „-Fermo, were hindir, tenê tu ji civîna me kêmî.”

“-Civîn? Keko ez tew te nanasim, ez nizanim tu gota çi dikî, û min tew nedizanî ku maleke Kurdan li van deran heye.“
Xudanê malê gaveke wekî silaviyekê (3) ber bi min ve avêt, destekî xwe da paş pişta min û ez ber bi derî ve pêş ve dam. Ji hindir ve boxeke germ hat. Di nav dûmanê cigaran re, min pêjnên komeke rûniştiyan, ji heft kesan û bêtir li ber rohniya du çiraxên kîrosînê dîtin. Min ewana nasnekirin, ewana jî bêdeng bûn. Paş silav û silavvedanê, xudanê malê got: „-Eve mamosteyî gundê Sosikê ye, ku bêguman rêya xwe winda kiriye û evana jî berpirsên partiyên me yên kurdî ne, partiyên rojavayê Kurdistanê.“

Min di kûraniya dilê xwe de ji xwe pirs kir: „-Kî?“

Min dît ku civakîtire ez navê xwe ji wan re bibêjim û destûra çûyînê bixwazim, ji ber ku sedased ewana ji derin dûr hatîne û civîneke wan a giring heye, hema bo çi li wa navçeya ku bêtirê xelkê wê Ereb in, li wa mala piçûk a dûrî heme gundan, ez nizanim. Dawî min guman kir ku ewana bo li hev hatinekê di navbera êlên Ereb an axayên Kurd de hatine wir, ji ber ku „Li hev anîn“ ji zû ve bûye histobariya tev hezkirî di nav serokên me yên ramiyarî de, û bi taybet gava têkiliya wê yekê bi şêxekî Ereban re hebe. Ma ne li jêriya Kurdistanê jî mestirîn histobariya serokên me Kurdan li hev hanîna serekên êl û part û komikên Ereban e?

Min bizava xwe kir ku ez rabim û biçim, hema xudanê malê bi pençeke wekî ya şêrekî bi destê min girt û ez dame rûniştin. Min fedî kir ez tiştekî ku wî hosan bike bêjimê. Ez mam rûniştî. Wî got:

„-Qey tu dixwazî min erzan bikî. Danîşe bira, heta em xwarina şîva dixun û pişt re Xwedê camêr e, tu dikanî biçî.“
Wekî ez dizanim, xwarina şîva ewqas dereng namîne, hema dibe ku mêvanêd wî taze hati bûn û bê guman berxek an bi kêmtirîn du Elok an du Misrî ji wan re hatîne serjêkirin, lew re xwarin dereng datê. Di wê navê de, hate bîra min ku xanima min niha bêtir ji min sîv hatiye, nifiran li min dike û ji dûrmayîna min dilteng bûye, lê dibe jî ew niha dibêje:“-Kêşka gur te bixun, tu li min venegerî.“ Ez di ber xwe de berken bûm, ji ber ku mirovan tew gur û ajalên dî li wan deran nehêlane, tev qir kirine… Karê mirov her kuştin û serjêkirin û qirkirin e. Xudanê malê navêd mêvanên xwe yek û yek ji min re anîn zimên, hema navêd partiyên wan, ku pir ji hev nedûr in, niha nayin bîra min an jî gava ez ji te re wan lêvbikim, dibe ku ez çewt û şaş bibêjim… Ji wan mêvanên hêja yek hebû, diyar bû ew mezinekî tevgera kurdî bû, difna wî wekî ya bazekî pîr bû û çavêd wî hûr bûn, wekî yê roviyekî mirî. Ew zîrek û jêhatî bû, wî gote min: „-Gava ez ciwan bûm, ez jî wekî te mamoste bûm, hema ez mamosteyê siyasetê bûm di nav partiyê de.“ Wilo got û bi lawazî keniya. Pişt re got:“-Pêncî salin, ez mamosteyê siyasetê me.”
Min di dilê xwe de ciyekî germ ji wî re nedît û min di ber xwe de got: “-Lînîn, Stalîn, Dîgol û Ibrahîm Lînkolên bi hev re 50 salî rêberî nekirin. Gelo, qey ev kese ji wan tevan jîrtir e an dîktatorekî partînî ye… Ma wê çend salan paş mirina xwe jî bimîne serokê partiya xwe?”

Dengê wî ez ji nav hizirên min revandim, wî got:“-Partiya me xwe amade dike bo standina xilata Nobel.”
“-Xilata Nobel?”
Min wilo pirs kir. Bersiv da, got: “-Erê, çima na? Em mestirîn hunerwerên siyaseta nermik in di cîhanê de, me rojekê têlên tenbûra dewletê neqetandine. Ma ji vê hêjatir siyaset li cîhanê heye?“
Min got:“-Rast e…divê hûn xilata Nobel bo aştî û têlneqetandinê bistînin.“
Paş ku min wilo got, ez poşman bûm, lew re min bi dengekî bilindtir gotina xwe serrast kir, min got:“- Raste..raste, hema ne wilo ye.“
Xudanê malê bi destekî simbêlên xwe misdan û weku ji xwe re got: „-Ev çawa dibe: Raste…raste, hema ne wilo ye?“
Pîremêr got:“- Me wilo gelê Kurd gelek caran ji qirkirinê qurtal kir. Heger me hembêz û sîngê xwe bo wan Ereban venekira, ewên ku deselatdariyê anîne û di nav me Kurdan de bi cîh û war kirine, wê fîtneyeke mezin çêbiba û li dawiyê bi darê zorê wê ewana bihatana bi cîh û warkirin. Heger me piştvaniya deselatê nekira, li hember wan bûyerên ku hinek navê „Serhildanê“ lê dikin, wê deselatê gelê me bêtir bida ber lêdanan, emê perengperengî bibana….“ Min bi dizîka got:“-Qey em hîn perengperengî nebûne?“
Berpirsekî ku ji xelkê Kobaniyê bû û ji wî bi gelek salan ciwantir bû xeyidî û got:
„-Mamo, çito tu van gotinan dikî? Wekanî we hêla Ereb bê serêşî di nav çavêd me Kurdan de bi cîh û war bibin, û wekanî we hêla deselatdar gelek xortên me di serhildanê de û paş wê yekê jî bikuje, bê ku em kanibin tiştekî bikin. Ev siyaseta we em gihandin têkçûnê.”
Yekî dî yê ku diyar bû ji çiyan taze daketiye, got: “-Malavano, qey ev kefteleftên Filistînî di ber ax û niştê xwe de dikin, tev çewt in?”
Yekî dî yê govdegir û qanat bû, ku di zarava wî re diyar bû ew ji kûraniya Cizîrê hatiye, got: “-Ê me girtin, lêdan û îşkence parekî giring in ji xebata ramiyarî, lew re mezinên me dikevine zindanê, lê em keftelefta xwe bê sistî digudînin.”
Xudanê malê ku bi gotina wî dilşa bûye got:”-Bila mera nêriyê rojekê be, ne kavirê salekê be.”
Pîremêrê çavpiçûk û difinbazî got: “-Bo va ramiyariya we ya ne hişmend, we partiya xwe kerker kir. Sê an çar partî ji we pêda bûne, û we dewlet jî li seriyê me har kir.”
“-Ma ne ji te û partiya te jî gelek tej pêda bûn? Qey te ji bîr kir ku yekmîn parçebûn di partiya te de bû û dawîtirîn parçebûn jî di partiya te de çêbûye? Ne ji wan zarokên li Ewrûpa ba, ewên ku bi pey xewnên kurdistanî ketine, teyê bidîta me çawa mejiyê dewletê dikire çeqilmast!“
„-Birazî, eva dawî, ya di nav me de çêbûye ne parçebûne, evana xwe bi „Îslahcî” navdikin… Mam Celal pare nedabana hevalêd me, tew “Îslahkirin Mîslahkirin“ jî di nav me de pêda nedibû. Ê me karê me her wekî xwe ye. Ji xwe pirkirina endaman, mezinkirina xebatan dihêle ku carcar keivirên xaniyan jî bileqin…“
Yekî dî yê wekî efendiyekî rûgeş û rûnerm, bejinzirav û bi cilin nûjen, pişta xwe dabû balifin qaling û li ser doşekeke giran rûnişti bû, bi Kurdiyeke zelal got:
„-Hêjano, bila em ramiyariyek navberî bi rê ve bibin, ne wekî ya we qels û histodaxistî, û ne jî wekî ya we, her roj li kolan û li dadgeh û li zindanan…. Bila em jî wekî xelkê dî yê sûrî, bo bercewnediya xwe ji keşe re bibên: Bavo.“
Gişan li çavêd hev nêriyan û bêdeng man. Xudanê malê pirs kir:„-Şêxê hêja, hûn li ser sazmana deselatdar çi dibêjin?“
Ez tênegiham, ka ew efendî rast şêxek bû, an navê wî Şêx an Şêxo bû. Wî bersiv da, got:
„-Di çandeya me ya ramiyarî de, peyvên toq, wekî “Dîktator”, “Zorbaz”, “Faşist”, “Neyar û dijmin” nînin. Em wilo fêr bûne ku seriyê benê xwe sist bikin, gava dewlet ben ber bi xwe ve bikişîne. Divê ben neqete. Eve siyaseta Mua’wiye Bin Ebî Sufyan bû, ku bi wê kanî bû di demeke kurt de dewleta Umewiyan li Şamê gelek bi hêz bike, wê firehtir bike.”
Yekî dî yê govdepiçûk, por bi serî ve nema bû, bi berçavkin mezin bû, diyar bû ku ew toxtirek bû, got:“-Ê me, em piştvaniya birayên xwe li Kurdistanê dikin, serketina wan serketina me ye, gava ewan bi hêz bibin wê bên hewara me û emê ji va rewşa xwe ya nexweş derkevin.”
Xudanê malê bi hêrs gote wî:”- Keko, wan ji zû ve cilên xwe li başûr ji avê derxistine, lê tew ewan nayin hewara çi kesî.”
Ewê toxtir got:”-Keko, tewat…tewat…Xwedê ji mirovên bi tewat hezdike. Te çi zîn li bizinê kirî?”
Di wê navê de, yekî li aliyekî pişta xwe dabû balifekî giran û guhdariya radiyo dikir. Ji nişka ve xwe piştrast kir û got:”-Hele dengên xwe bibirrin, vaye nameyeke nû ya rêberê gel têye xwendin.”
Wilo got û guhekî xwe da ser radiyo. Deng bilind kir. Rêberê gel digot:“-Me Kurdistaneke serbixwe navên, bo me dewleta neteweyî nebaş e, em îdareya herêmî ya neteweyî dixwazin, Wekî Ata gotiye, bêtir na…“
Xudanê malê çavsor bû, ji wî û ji rêberê wî sîv hat, got:“-Keko, heger hûn dewleta kurdî ya neteweyî naxwazin, ma ji bo çi hûn herdem axaza kongireyeke neteweyî ya kurdistanî dikin?“
Ji nişka ve hêlehêl û qirecir di navbera xudanê malê û wî hêjayî de pêda bû. Wî got:“-Hûn peyayên Esed in.“ Xudanê malê jî got:”-Hûn şagirdên Ataturk in.”…û diyar bû ku eger xwarin neyê, wê bi xwe hevdu bixun. Di wê rûniştinê de, mixabin, çi pilan nehatin gengeşekirin û çi kesî ji wan çareyên xwe bo kêmkirina zorbaziya rêjîma dîktator a ku rêber û mezinêd gel dixîne zindanê û lawên kurd wekî Ezdehak dikuje, zevîna me li me heram dike û zimanê me qedexe dike…”
Nasê min çêroka xwe wilo bir serî, hema min yaqa wî berneda, min jê pirs kir:”-Birawo, qey te tew tiştek negot?” Wî paşiya seriyê xwe carekê xurand û got: “-Keko, ez çi bibêjim? Min tenê yek pirs ji wan kir, yekser ewana ji cîh hilgavtin û bi şeqaman bi ser rûyê min ketin. Xêra Xwedê çov û kevir li wir tune bûn, wê ez mûzmehelî bikirama.”
“-Bêguman, te tiştekî nebaş got!”
“-Ez nizanim. Min tenha pirs kir: Ka we vegêra xwe çawa kir?”
Paş wê lêdanê, min çavrêya xwarina goştê berxikê an Elokan nekir. Ez bi rênîşandana xudanê malê ketim rêya vegerê, hatim mal. Xanima min pirsiya:”-Qey tu ketî pevçûnekê?” Min got:”-Erê. Li ser vegêrê.”
“-Vegêr çiye?”… Tevî ewqas êşa ji ber lêdanan, heta berbanga sibê, min ji xanima xwe re mijara “Vegêra tevgera kurdî”, ku wekî xewnekê an tayekê hat û çû, şirove kir.
(1) Demeke êpê: Demeke dirêj 2) Deban: Sîlah 3) Silavî: Îstîqbal
January 10, 2011

زمن الدكتاتوريين المرعوبين

جان كورد، ‏16‏ كانون الثاني‏، 2011

عندما يكونون في السلطة، فإنهم يلمعون كالدمى في واجهات الحوانيت الشهيرة، ولكنهم يرهبون كالفراعنة شعوبهم، فلا يتوانون عن التقتيل والتعذيب والسلب والنهب ، وتاريخ حكمهم تاريخ للفساد في الأرض، ولكن بمجرّد أن تهتز عروشهم تحت أقدامهم  نتيجة زلزال شعبي، فإنهم ينقلبون إلى فئران أو جرذان، لايستطيعون الصمود في مواقعهم والدفاع عنها سويعات قلائل

في شرقنا الأوسط أمثلة عديدة عن هؤلاء المرعوبين، منهم شاه ايران الذي كان يحلو له تسمية نفسه ب”ملك الملوك – شاهنشاه”، ولكن على الأقل فإنه خرج من البلاد غير متدّثر بثياب امرأة، وانما راح جنرالاته يقبلون يديه، ومنهم من قبّل حذاءه توديعاً له في آخر لقاء مهيب بينه وبين أعوانه… نعم، ذهب الشاه ولم يعد ثانية إلى عرشه.. وكأنهم لم يكن

أما “حامي البوابة الشرقية للأمة العربية”، صدام حسين الذي كان يتزّين بأهم وأثمن النياشين العسكرية، ويحمل لقب “القائد العام للجيش والقوات المسلّحة، فقد ملأ الدنيا رعباً منذ أن قام بتصفية معظم رفاقه القدامى وأبعد رؤساءه وصار عوضاً عنهم حاكماً مطلقاً للعراق، يسفك الدماء ويعذّب من يشاء ويسلب الأموال كيفما يشاء، إلاّ أنه لم يقاوم محتلّي بلاده، بل هرب من قيادته العسكرية والسياسية ليخفي نفسه دون أتباع أو أولاد في مخبأ تحت الأرض بموطنه، بعيدأ عن مقر السلطان وهيئة الأركان، ولم يتجرأ حتى على استخدام سلاحه الشخصي الذي كان بحوزته يوم جرّوه من ذلك الجحر الوضيع الكريه الرائحة، ليفتشوا عن القمل والنمل بين خصلات شعره المنفوش كشعر بدوي ضاربٍ في الصحراء لم ير حلاّقاً منذ زمن طويل، وليتأكدوا بأنه لايخفي في فمه كبسولة سم زعاف ، ظناً منهم أنه سيفعل ما فعله أدولف هتلر، فإنهم فتشوا فمه الفاغر وهو في هدوء واسترخاء واستسلام، هذا الحمل الرضيع كان يحمل مسدساً ذي قبضة ذهبية أيضاً…ومع الأسف فقد كافأه  “الأعراب” باعلانه شهيداً ومجاهداً وقائداً تاريخياً، وكأنه كان عظيم الروم الذي يخوض المعارك واحدة بعد الأخرى، وليس كهارب من خندق القتال، وقد يجعلونه مع الأيام في مرتبة خالد بن الوليد أو عمرو بن العاص أو عنترة بن شداد

ومثالنا الأخير هو زين العابدين بن علي، الرئيس التونسي الهارب من نقمة وثورة شعبه الأبي، هذا الذي خدم في الجيش وقيادة الأركان، وتولى مسؤوليات عديدة في الأجهزة القمعية ووزارة الداخلية، وتسنّم مناصب عليا في الدولة، إلى أن صار رئيساً للجمهورية الخضراء، تصفّق له الملايين وتعلّق صوره في الساحات العامة، وكأنه بطل من أبطال القادسية واليرموك وحطين وميسلون… لقد تصرّف في بلاده تصرّف الحاكم المستبد الطائش، تاركاً لزوجته وأهلها وأتباعه أن يسرقوا من الشعب قوته ويهدروا دم أبنائه وبناته ويحولوا حياته إلى جحيم لايطاق، فامتلأت السجون بالوطنيين الأحرار، وامتلأت الشوارع بعملاء النظام وعيونه الذين قضوا على كل أمل في الأمن والاستقرار…وهاهو يفّر كثعلب سرق دجاجة، ليتبع امرأته التي خطفت قبله ذهب التونسيين وأموالهم وهربت لتعيش في دولة ثرية بعيداً عن متناول القضاء التونسي

إنها الدكتاتوريات المرعوبة في كل مكان، تشبه الأفاعي في أذاها وهيبتها عندما تكون في السلطة، ولكنها تنزلق بسرعة إلى الجحور، دون مقاومة عندما تشعر بالخطر المحدّق بها…إنها تختلف في الأسماء ولكنها ترسم ذات الخطوط البيانية في سياساتها: الفساد الإداري، تجاوز القانون، الاستفراد بالسلطة، نهب الأموال بحيث تزداد البطالة، وممارسة أشنع أساليب القمع اللاإنساني واللاأخلاقي ضد المعارضين…وانتاج شريحة واسعة من المرتشين الطفيليين على الشعب الكادح…

هذه الدكتاتوريات، أياً كانت أسماؤها ومواطنها، قد تختلف في الجغرافيا والأزمنة، ولكنها تتفق في الصعود على الأكتاف عن طريق سفك الدماء واغتنام الفرص بانتهازية عجيبة أو الوصول إلى الأعلى عن طريق وراثي، كما تتشابه كلها في السقوط المهين، إمّا هرباً تحت جنح الظلام، أو اختفاءً في برقع امرأة بسيطة أو أنهم يلقون مصيراً تعيساً على أيدي الشعب في الشوارع مثلما حدث لدكتاتور رومانيا تشاوتشيسكو وزوجته، أو يقدمون إلى محاكمات بسبب جرائمهم ضد الإنسانية كما حدث لبول بوت في كمبوديا أو بينوشيت في تشيلي أو ميلوزوفيتش الصربي أو صدام حسين العراقي

وقلة هم الذين يستفيدون من التجارب فيعيدون النظر في سلوكياتهم السياسية والقمعية ويتفادون الانهيار والنهاية المؤسفة…إذ يبدو أن معظمهم لايخاف فحسب، بل لايملك أدنى مستوىً من الفهم الصحيح للأوضاع التي يعيشونها ويظنون بأنهم باستمرارهم في طغيانهم سيقضون على الشعب المتذمّر…فتكون النتجية دائماً بعكس ما يحلم به الدكتاتوريون

فهل في تونس اليوم عبرة لمن يعتبر من أمثال زين العابدين بن علي ومن على شاكلته؟ أم أنهم صم بكم عمي فهم لايفقهون؟

ترى من الذي جاء دوره الآن ليقذفه به الشعب من النافذة؟

العنف… وثقافة الاحتجاج

جان كورد، ‏13‏ كانون الثاني‏، 2011

حيثما ننظر في عالمنا الشرق أوسطي نجد آثاراً مرعبةً للعنف، الذي يتولّد نتيجة احتقان طويل الأمد، ويتحوّل إلى تدمير يثير الغثيان، وعندها لاتنفع كل النداءات من أجل الحوار والسلام والحكمة، ويعجز القائمون على الحكم عن اعادة القمقم إلى الزجاجة، فينفلت زمام الأمور من أيادي أصحابها وتنقلب ساحات المدن الجميلة الهادئة إلى ما يشبه أطراف البراكين، حيث الحمم الملتهبة تحرق كل شيء في طريقها

لدى كتابتي لهذه المقالة كان عدد ضحايا الاضطرابات والقلاقل في تونس قد بلغ 66 إنساناً حسب تقديرات ومراقبة منظمات حقوقية وطنية ودولية… وفي الجزائر مسار نحو المنزلق، وقد تتفجّر الأوضاع في دول عربية أخرى وضعت أنظمتها البلاد على منحدر، كما تفجّرت في دول غير عربية أيضاً قبل الآن… وايران أنموذج صارخ للعنف الحكومي الذي تعدّى كل حدود الحكمة والعقلانية منذ آخر انتخاب لرئيس الجمهورية فيها

العنف نتيجة حتمية لانعدام “ثقافة الاحتجاج” في العديد من المجتمعات البشرية، ومنها متقدّمة جداً في مجال التقنيات وتمركّز الأموال وسعة الأسواق التجارية، وتطوّر الأنظمة السياسية، وثبات الأمن والاستقرار، وازدهار الثقافة الإنسانية… فاليونان على سبيل المثال يعتبر مهداً أساسياً من مهاد الحضارة الإنسانية، بفلسفتها العريقة، بديموقراطيتها الضاربة الجذور في التاريخ الإنساني، بقبولها التعددية حتى في مجال الآلهة الكثيرة المتنازعة، وبتأقلمها المستمر في التاريخ مع الوثبات الاجتماعية والثقافية والسياسية، ومع ذلك فإن العنف قد طغى في العديد من اللحظات التاريخية على الساحة اليونانية، وتراجعت الحكمة والثقافة وكذلك السلام والحوار أمام جحافل التطرف المنقطع النظير، إلاّ أن اليونانيين يعودون باستمرار ليعترفوا بأنهم داسوا في تلك اللحظات المضطربة على قيمهم الديموقراطية وثقافة “التعددية”، ويحاولون الحوار ديموقراطياً من جديد، لأن مجتمعهم قد تربّى عبر العصور على “ثقافة الاحتجاج” التي تسمح بالتعددية السياسية، بالرأي الآخر المخالف، باحتواء الحماس الأقلياتي لمعالجة المواضيع بسرعة وبدو مماطلة، وباحتضان “الإخوة الأعداء”…. ولذلك فإن الدكتاتوريات العسكرية لاتدوم في حكم اليونانيين، مهما تمكنوا من تقديم نجاحات عسكرية أو انجازات سياسية مؤقتة للجمهور

امّا لدينا، في الشرق الأوسط، فإن الطفل منذ صغره وإلى آخر عمره محروم بشكل ملحوظ من أن يغرف من ينابيع “ثقافة الاحتجاج”، وهو غير قادر على ممارسة حقه الإنساني في الاحتجاج، في البيت حيث الأم والأخ والأب يسيطرون بحزم وبتراتب عماده العمر والقرابة على نموه الثقافي والسياسي والديني، فهو خاضع لولاءات متعددة، عائلية، طائفية، مذهبية، قبلية، وسواها… لامجال لديه للمعارضة والاعتراض، والواضح أن ليس لديه مجال للتعبير عن آرائه، فلا يوجد في بيته لوح بسيط ليكتب عليه ما يدور في خلده، ولا جريدة حائط مستقلّة ونزيهة في مدرسته، وفي المعبد يسمع ويسمع ويسمع، دون أن يرفع اصبعه مرّة واحدة ليسأل أو يحتج على نمط معين من أنماط التفكير أو الممارسة، بل الجريدة التي يقرؤها في الشارع خاضعة لرقابة صارمة من قبل الحاكم وأتباع أتباعه، والتلفزيون الذي يحدّق فيه مملوك لمخابرات السلطان، وحتى عالم الانترنت الفسيح الثري لاينال من معلوماته الوافرة سوى جزء ضئيل جداً منها… بل الأحزاب التي يتعلّق بها ويأمل في أنها ستفتح له المجال لممارسة حقه في الاحتجاج تفسح لها المجال المسموح لها فقط… إنه يعيش في بلاد سجونها لاتقل عن مستشفياتها، والخوف من مخابراتها أشد من خوفه من الجراثيم والأمراض الفتاكة… وملاحقة المدافعين عن حقوق الإنسان أشد وقعاً من ملاحقة الجواسيس

في جو كهذا، تنعدم “ثقافة الاحتجاج”، تزداد الأوضاع قتامة وشراسة واحتقاناً، وكأننا في مطبخ أوقدت النار تحت الطناجر، منها النار البطيئة ومنها القوية، ولابد أن تأتي مرحلة “الغليان”… وعندها لايستطيع أحد القاء اللوم على الشارع  واتهام الشعب المقموع بأنه مجرّد “عصابات إرهابية!” أو “مجموعات منحرفة!” أو”أناس لايقدّرون التحديات الخارجية ولايكترثون بالوحدة الوطنية…!” كما يحاول الرئيس التونسي ترويج نظرته بصدد ما يجري في الساحة التونسية

فهل يفهم الرؤساء ومستشارو الرؤساء الذين لم تصل النار إلى سجاجيدهم بعد، هذه الاشارات الواضحة التي تأتيهم من الشعوب؟

هل يعترف الطغاة بأنهم عاجزون عن اسكات الجماهير الغاضبة عن طريق العنف وقمع الأجهزة الأمنية؟

وهل يدرك هؤلاء بأن كبت الحريات وتجويع الشعب الكادح يعود عليهم بالخسران والهزيمة؟

إن المستقبل القريب سيرينا بأن الشعوب لاتتحمّل الأذية من حكامها إلى الأبد

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون…

Hozanvan û pêdakirina fantaziyê

Cankurd

21.10.2006

[Ev Gotar Diyarî ye bo hozanvanê hêja Nezîr Palo]

Zanayê navdar Sigmund Freud (1856-1939) dibêje, ku di her mirovekî de hozanvanek heye, û hozanvanê dawiyê bi mirina mirovê dawiyê re diçe. Ew dipirse, ma wê ne çêtir be, em li rêç û şopa hozanvanê pêşîn li ba zarok bigerin? ji ber ku zarok bêtir ji lîskê hezdike û xwe bi lîskê re gêro û mijûl dike. Ew ji xwe re, wek hozanvan cîhanekê avadike, an em rast bêjin, ew heyînên cîhanê ji xwe re li gor hezkirina dilê xwe, di cîhanek dî ya nûjen de datîne, hema naye wê wateyê ku ew lîska xwe bê cediyet dilîze, ew ji dil de dilîze û acetên lîska xwe, wek tiştên berbiçav ên rojane dibîne, ji rastîniyê ve, tevî ku di fantaziyek xort de ye, bi dûr nakeve. Ciyawazî di navbera hozanvan û zarok de, di pêdakirina cîhana xwe ya fantaziyê de nîne.

Hevmaliya zimanê helebestvanî û yê lîska zarok jî her maye, û hozanvan peyvên wilo bi kar tîne, ku “lîsk” têde ne. Sigmund Freud sê peyvên wêjevanî yên giring: “Lîska evînî”, “Lîska şîniyê” û “Lîskvan” wek nimûne  tîne zimên.

Zarok mezin dibe û “Lîsk” her bi wî re mezin dibe, her di hindirê wî de dimîne, lê ji ber ku pêwîste ew dev ji wan “Lîskan” berde, bi wî re xemgîniyek navxweyî pêda dibe, êdî ew lîska xwe di “henek û yariyan” de dibîne. Ji lîska bi tiştan diçe ser lîska bi peyv û wateyan. Li vir nema ew bi acetin berbiçav û di nav destan de dilîze, ew ziman, peyv û bêjeyan bi kar tîne, hema ew her dimîne “Lîskvan” û ji cîhana fantaziya xwe dernakeve, bêtir firehtir dike, li ser wê şêweyekî taybet ji peyvdariyê pêda dike, û bi wê yekê dilşad e û kêfa cane wî mezin e. Ewê mirov baş dinase, dizane ku mirov nikane bi asanî dev ji wê kêfê berde, ew kêfa ku di “lîskê” de dîtiye…

Zarok fantaziyên xwe yên di lîskê de pêda dike, çi bi tenê xwe be û çi bi hogiran re be, ji kesî fedî nake û venaşêre, hema mirovê gihîştî fedî dike, wan fantaziyên xwe ne wêre aşkere bike, ew bi gelek çêrok û wêne û lîstikên wêjevanî dipeçine, bi tabloyek, ku pir caran nafêhmkirî û “Soryalî” dide der û belav dike.

Di hiş û dilê zarok de, yek daxaz her heye, ew bibe mêrekî gihîştî û gir, karibe her tiştekî bi xwe bike. Ev daxaz wî dilivlivîne û di lîskê de ber bi avakirina cîhana fantaziya xweyî ve kaş dike. Li ba kesê zarotî li paş xwe hêştî, daxazên bi cih nehatîne dibin motora livîna wî ya fantaziyane, hezkirina keçekê, ku neçûye serî, dikare wî rake balaxaneyek fantaziya bê wekanî.

Fantaziyek di nêv sê deman de digere an difire: Niha, berê û dema li pêş. Mirov tiştekî, bûyerekê an kesekî dibîne, yekser tiştek, bûyerek an kesek di dema berê de tê bîra wî, an daxazek bi cî nehatibû, fantaziya mirov wî dibe dema li pêş û rewştek pêjinî „xeyalî“ ji xwe re pêda dike, cîhanek fantaziyê, ku têde ew daxaza di dil de maye bi cîh tê…Divê em têkiliya fantaziyê bi lîskê re hîç ji ber çavan winda nekin.

Tiştekî dî yê balkêş di vê fantaziyê de heye, ew jî kesaniyek serekîn e, weku dixuye ji aliyê hozanvan û çêrokvan ve, her tê paristin, û bi hemî hêza xwe bizavê dike, ku em ji wê kesaniyê hez bikin.

Di fantaziya hozanvanan de, tiştekî ku em bi destan dihîsin an bi çavan û guhan dibînin û diguhin, dikare bibe nîşana kesaniyekê an ciyê wê kesaniyê di helbestê / berhemê de bigire, gul û heyv di gelek stran û çêrokan de ciyê dilberê digirin. Li ba Shakespeare, di „Bazarganê Vênîsiya“(*) de, her  kesekî ku tê destê Porziya dixwaze, pêwîste sandiqekê ji sê sandiqan hilbijêre, yek zêrî, yek zîvî û yek qurşînî ye. Di yekê ji wan de wêneyê Porziya heye, yên dî vala ne. Şehzadeyê Marokî ya zêrî hildibijêre, vala derdikeve, şehzadeyê Arragonî ya zîvî hildibijêre, ew jî vala derdikeve, hema hezkirîyê Porziya ya qurşînî hildibijêre, di wê de wêneyê dilbera wî heye û wê li xwe mardike. Her yek ji destxwezan berî sandiqa xwe veke di cîhana xwe ya fantaziyê re digere û egeran bo standina biryara xwe dibîne. Sigmund Freud dibêje ku Shakespeare ev çêroka sê qutîkan ji „Gêsta Romanorum“ biriye, ew berê di nav mirovatiyê de hebûye, lê sê keçikan di „Gêsta Romanorum“ de dixwastin kurê Qyser ji xwe re bistînin. Tiştê balkêş ewe, ku Shakespeare carek dî di „Şah Lîr“ de, li vê lîstikê vedigere, gava şah ji bo hersê dotên xwe dibêje, ku ya bêtir ji wî hez bike, wê dêrîna „mulkê“ xwe ji wê re bihêle û ewa ji wî hezneke û bihayê wî nizanibe, êdî ne dota wî ye û mafê wê di dêrîna wî de tune ye. Herdu dotên şah, Gonerîl û Rêgan para xwe bi hezkirina bavê xwe distînin, lê KordêliyaCordelia“ bê par dibe. Li ba S. Freud sê kesanî yên ji hev cihê, sê jinên ne wek hev di hersê berhemên mirovî yên giranbuha de tên berçavkirin, hema her carekê bi şêweyekê, li gor fantaziya hozanvan / berhemdar û lîsk her dimîne ew lîsk. [Di efsaneyên kurdî de jî, sê bira an sê xûşk hene.]

Di efsaneya GirîkîYûnanî“ de jî pêwîste Parîs jî ji nav sê xwedîkan yekê hilbijêre. Ev lîska mirovî fantazîkirina viyan û daxwazan, ku bi şêweyin wêjevanî yên carina baş û bêmirin, ji aliyê hozanvan/ çêrokvan ve tên pêdakirin, li ba S. Freud tev li bîranên zarotiyê dibin, bi gelek çarikan mirovatî zarotiya xwe dipeçine û pêşkêş dike, wekî kûzikên ku ji heriyê tên pêdakirin, her yek şêweyekî distîne, lê di binyada xwe de tev ji yek gola heriyê ne…

[Emê carek dî bên ser vê mijarê….]

Hûn bimîn di xêra Xwedê de.

(*) Li wergerandina me ya bi Kurdî binêre.

الحراك السياسي – الثقافي الكوردي من المرجعية إلى خيرو عباس

جان كورد،31‏ كانون الأول‏، 2010

أيها الإخوة والأخوات

قبل أن نستودع العام الحالي، أهنئكم جميعاً بقدوم العام الجديد، وأعلمكم بأنني لن أكتب بعد الآن بكثافة لأسباب عديدة، لذا لا تؤاخذوني فيما إذا لم تجدوا لي مقالات منشورة بالعربية بين الحين والحين، باسم جان كورد أو بأي اسم آخر….وأشكر على مساعدتهم لي في نشر أفكاري أصحابَ ومحرري مختلف المواقع الالكترونية التي كانت تنشر مقالاتي المتتالية، وتلك التي لم تنشر لي أبداً باسم جان كورد، في حين أنها كانت تنشر لي تحت أسماء أخرى، بعلم أو جهل، ومنها مواقع حزبية مرموقة، وعسى الله يفيقنا جميعاً من غفوتنا وجهالتنا ويقرّب بين قلوبنا ويوّحد صفوفنا

انتظرت حتى اليوم الأخير من هذا العام أن تعلن حركتنا السياسية الكوردية في سوريا عن تأسيس مرجعيتها المأمولة، فلم يحدث شيء مما يوحي بأنها قد قامت بهذا العمل، الذي قرعت له الطبول ونفخت له الأبواق، فترة طويلة، منذ ابتداعها هذه “اللعبة” لتبرير انفضاضها عن فكرة “المجلس الوطني الكوردستاني – سوريا” ورفضها للمشاركة فيه

كما انتظرت حتى آخر يوم في هذا العام لأسمع من أحد ينتقد زعماء حركتنا الذين يخاطبون بود وتقدير نظام البلاد القامع لشعبهم، والذي أغتيل في ظل رايته أكثر من 40 شاباً كوردياً كانوا يؤدون خدمتهم الالزامية “دفاعاً عن الوطن المشترك!”… فلم نر شيئاً من هذا أو من ذاك….ولكن

هاهم يتهجمون على فنان كوردي أصيل، هو خيرو عباس، الذي يغني بلغة شعبه، عن الحب والوطنية، ويساهم في الحفاظ على تقاليد فنية لمنطقة الجزيرة الزاخرة بألوان عديدة من الفن الغنائي الرفيع، الفن الذي لولا وجود فنانين جيدين، ومنهم خيرو عباس، لضاع تحت سطوة الأغاني العربية والتركية التي تلقى رعاية عظيمة من التلفزيونات والراديوهات، في حين يتم إهمال الفن الكوردي تطبيقاً لسياسات التتريك والتعريب المخيّمة منذ أمد على المنطقة

فماذا قال خيرو عباس حتى جلب على نفسه كل هذا الهجوم الفاحش؟ ألأنه قال بأن الأسد هو رئيس العرب والكورد في سوريا؟ حسب القانون الدولي… وبماذا اختلف “خيرونا” هذا عن زعمائنا الذين يرفضون إطلاق صفات الدكتاتورية والاستبداد على نظام الأسد ويتوجهون إليه بمذكرات استرحام واستجداء ويحيّون ذكرى استيلائه على العرش السلطاني؟ فهل قال خيرو الفنان شيئاً غريباً عما تقوله قافلة من السياسيين ورهط من المثقفين الكورد؟

الحرب كما تبدو ليست على خيرو عباس الفنّان، فمعظم الفنانين مضطرّون لقول مثل هذا الكلام لاحياء حفلاتهم، وكذلك الفنانات أيضاً، وهناك من نعتبرهم تراثاً لنا لم يختلفوا عن خيرو عباس في هذا الشأن، ونعلم ظروف الفنان الكوردي، وبخاصة فإن معظمهم لايمارس السياسة ويهتم بالفن فحسب، إيماناً منهم بأنهم يخدمون بذلك شعبهم وتراث قومهم… وخيرو عباس عندما يكون في الحرية، في جنوب كوردستان أو في أوروبا مثلاً، فإنه لايقول عن الأسد ما قاله في السجن السوري الكبير… وكما أعلم عنه فإنه بقي لفترة طويلة مساهماً في النشاطات الفنية لدى حزب العمال الكوردستاني، ولكنه لم يكن حزبياً ولا عمالياً وانما كان كوردياً وكوردستانياً…وأنا أعرفه منذ فترة طويلة، ورأيته كيف يغنّي بحرارة وطنية حقيقية أوّل مرّة في ألمانيا ومن بعد ذلك بسنوات طوال أمام مباني الاتحاد الأوروبي في بروكسل، في تظاهرة لأحزاب تجمّع “هفكاري” الكوردستاني، ولا أعتقد أن أي رئيس من رؤساء الكورد أو رؤساء أعداء الكورد، كان في تلك اللحظة يدور في خلده، لأنه كان يغني في فضاء من الحرية الحقيقية، ولم يكن كما هو حال زعمائنا السياسيين الذين يتوجسون خيفة من رؤساء الأحزاب والدول المستبدة بهم حتى عندما يشخرون في فراش نومهم… ولكنها الحرب على آل عباس كلهم، لأن آل عباس وقفوا في معظمهم مع فكرة “المجلس الوطني الكوردستاني – سوريا”، وهذا يجب أن لاننكره مهما كنا حاقدين على بعضنا بعضاً، هذه الفكرة التي أرعبت النظام السوري حقيقة، ولقيت تأييداً كوردستانياً لامثيل له من كل الأطراف الكوردستانية، سوى عملاء الأسد ونظامه… والحرب من خلال آل عباس حرب على الذين دعوا لهذا المجلس وفي مقدمتهم الأخ الدكتور شيركو عباس… وإذا ما أمسكنا برأس الخيط وسحبناه فسنصل من خيرو عباس الفنان إلى شيركو عباس، الذي أراد أن يفعل شيئاً مغايراً عما عليه الحركة السياسية الكوردية…فتركوه وحده يداوي جراحه…بعد أن ركضوا جميعاً إليه في واشنطن من قبل

لماذا لايعلن هؤلاء الوطنيون المحترفون للسياسة والثقافة معاً حربهم على الذين اغتالوا الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي وكل شبابنا المغتالين في ثكناتهم العسكرية؟ لماذا لم يهاجموا بهذه الحدة والشدة متملّقي نظام الأسد و”حماة الديار!”؟ لماذا لم يهاجموا بهذه القوّة من لايزال يعتقل قادتنا الأحرار في السجون الرهيبة ومن يهدد الحقوقيين الكورد بمصير تعيس إن استمروا في فضحهم سياسة خرق حقوق الإنسان بهذا الشكل الصارخ الذي عليه في بلادنا، وانما صبّوا غضبهم وحنقهم على خيرو عباس الفنان، الذي قد يكون مضطّراً لقول ما قاله لضمان إفساح المجال أمام غنائه الكوردي في بلد يحكمه الطاغوت العنصري البغيض؟

أعتقد أن استجداء بعضهم للنظام ورأسه من خلال مذكرات وبيانات ومقالات أخطر بكثير مما قاله أو يقوله أي فنان كوردي، وأن القضاء على فكرة المجلس الوطني الكوردستاني – سوريا أعظم شراً من ابتكار “مرجعية كلامية” لم يتحقق منها شيء، ومن قول خيرو عباس في لحظة من اللحظات

في الحقيقة، أعتبر نفسي أحد أشّد الناس انتقاداً للنظام الأسدي – البعثي العنصري الطائفي المستبد، ولكن عندما أذكر اسم الرئيس أقول “سيادة الرئيس” أو “السيّد الرئيس” فهذا واقع لا أستطيع انكاره، فهو رئيس للعرب والكورد، شئنا أم أبينا، مرغمين أو مكرهين، وقد أرسلت تعزية لسيادته بمناسبة وفاة أخيه، من باب الإنسانية، وألله أعلم بما أكنه من كره على الظالمين وأخاف من أركن إليه، حيث يقول في كتابه الحكيم (ولاتركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النار)… والحركة السياسية والثقافية الكوردية لاتقول غير هذا الذي نراه واقعاً، فالأسد ورث حكم البلاد عن أبيه “الجمهوري”، وأصبح رئيساً للجمهوملكية السورية رغماً عن أنوفنا جميعاً

لذا فإن خيرو عباس ليس بمجرم أو خائن للشعب الكوردي، ولم يكذب، ولكن أن تعارض نظاماً ورأس نظام أنت لست راضٍ عنه، كما هو حالنا وحال نظام الأسد، فهذا شأن سياسي، يجدر بالناقدين نقد السياسة الكوردية عليها قبل نقد الفنانين…أو الناس الذين ليست لهم انتماءات وميول سياسية أو حزبية

وأخيراً، من بين هؤلاء المهاجمين على الفنان خيرو عباس، والغاضين الطرف في الوقت ذاته عن ذوبان “المرجعية” وعن القضاء على المجلس الوطني الكوردستاني – سوريا من لايزال يتبع زعماء كان ولا يزال ديدنهم التمجيد برؤوس أنظمة العدوان على شعب كوردستان، ومنهم زعماء هاجموا أقدس مقدسات الكورد ولم يتفوّهوا بكلمة واحدة تعكر صفو علاقاتهم بتلك الرؤوس المعادية لشعبنا

فلنفتح أعيننا جيداً، ولنضع أولوياتنا القومية في ترتيب صحيح، ولنعلم العدو من الصديق، ولنتأكد من أن الذين يضرّون بقضيتنا القومية العادلة في المقام الأوّل هم الفنانون والشعراء والرسامون أم قادتنا السياسيون وأقلامهم التابعة…فعدونا ليس خيرو عباس وفنّه الغنائي، وانما من يريد النيل من الأفكار التي يذكّرنا بها اسم “عباس”

أنعلن في نهاية عامنا هذا بأن النظام قد نجح في صنع وتسويق فكرة “المرجعية” للقضاء تماماً على فكرة “المجلس الوطني”، أم نقول بأن قادتنا قد فشلوا في تحقيق مرجعيتهم الكلامية أيضاً فشلاً ذريعاً، والمجرم الوحيد الذي علينا تصفيته هو خيرو عباس؟