ليتعلّم بيلمار”التحقيق غير المسيس” من المحاكم السورية

جان كورد، ‏29‏ كانون الأول‏، 2010

نشر موقع أخبار الشرق عن موقع إخباري آخر، يوم الثلاثاء، 28 كانون1/ديسمبر 2010 خبراً مثيراً للضحك عن السيدة د. بثينة شعبان المستشارة السياسية للرئيس الأسد، ألا وهو أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لو كانت نزيهة وعادلة؛ لما اعترض أحد عليها، “ولكن مسار المحكمة إلى حد اليوم، ينبئ أنها مسيسة” كما نشر الموقع ذاته بأن السيد الرئيس بشار الأسد قد قال للسعوديين: “إذا أرتم لبنان قوياً فعليكم منع صدور القرار الاتهامي في اغتيال الحريري

ولكن، لم تأت السيدة بثينة شعبان بأي معلومات تفصيلية أو اثباتات تؤكّد بأن المحكمة الدولية مسيسة، كما لم يفصح السيد الرئيس بشار الأسد أيضاً عن السبب الذي يدعوه إلى إصدار هكذا “تهديد” مباشر إلى المجتمع الدولي عن طريق العاهل السعودي، في هذا الوقت بالذات

ومن قبل شجب الولي الفقيه الكبير، آية الله خامئني الايراني، المحمكة الدولية ورفضها، دعماً لوليد نظامه في لبنان، السيد حسن نصر الله، الذي كان أشد صراحة من الجميع في أن نهاية لبنان ومستقبلها مرتبطان بقبول أو برفض “القرار الظني” الذي سيصدر عن المحكمة الدولية، وهو قرار في طريقه للصدور، شاء هؤلاء جميعاً أو أبوا

إن مسار المحكمة الذي ينبىء السيدة بثينة شعبان بأنها مسيسة، قد بدأ تحت غطاء دولي لمنظمة الأمم المتحدة الدولية، وبدأت بالعمل فرق تحقيق اخصائية من بلدان مختلفة، لاعلاقة مباشرة لها بأهالي الضحايا ولا بالأطرف المشكوك بأمرها في جريمة الاغتيال الكبرى تلك، وهذا المسار استمر رغم كل العوائق والمصاعب فترة طويلة من الزمن، وخلّف عشرات الألوف من الأوراق والصور والخرائط والتسجيلات وتحقيقات مع كثيرين من مدنيين وعسكريين، في البلد الذي حدثت فيه الجريمة وخارجه، ولكن بيلمار الذي لايزال المسؤول الأوّل عن التحقيق برمته، وهو إنسان معروف على الصعيد الدولي بخبرته في هذا المجال، قد آثر السرّية التامة والدقة، بحيث بدأ من الصفر تقريباً لاثارة بعض الأقول الشبهات لديه، فأفرج عن متهمين مسجونين بسبب القضية، وعطّل افادات شهود، ووضع أصولاً دقيقة لتحقيق يعتبر من أهم التحقيقات الدولية، قد يفوق التحقيقات التي جرت على أثر اغتيال الرئيس الأمريكي جون ف كينيدي، بفارق أن التحقيق الذي تولاّه بيلمار في جريمة الاغتيال يجري في إطار دولي والتحقيق في اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جرى في إطار وطني

فلماذا التشكيك من قبل جهة معيّنة، هي محور ايران – سوريا – حزب ألله في هذا المسار الدولي، رغم تأكيد هذا المحور باستمرار على براءته من ذلك الفعل الشنيع؟ ولماذا التهديد بتصفية وجود لبنان كدولة إن صدر “القرار الظني” عن مكتب بيلمار؟

والسؤال المحيّر هو: كيف تستطيع سيدة تحترم نفسها الادعاء بأن هكذا محكمة ذات هكذا مسار طويل وتكاليف ضخمة وخبراء دوليين وأرشيف كبير للغاية محكمة مسيسة ولكنها في الوقت ذاته تغمض العين عن تحقيقات صورية ومحاكم صورية في بلدها الذي فقد كل لون من ألوان العدالة القانونية في ظل نظام تعمل فيه السيد بثينة شعبان مستشارة للسيد الرئيس؟ ألهذه الدرجة وصلت في ريائها ونفاقها الذي فاحت رائحته وبدأ الناس يسخرون منها بسببه في شتى أنحاء المعمورة؟

هل على بيلمار أن يتعلّم من خبراء الجريمة السورية الذين “حققوا!!!” في جرائم اغتيال شيخ الشهداء محمد معشوق الخزنوي، أو اللواء محمد سليمان أو عماد مغنية، وجرائم اغتيال الشباب الكوردي، أو الجرائم التي حقق فيها خبراء التحقيق السوري في لبنان، يوم كانت لبنان تحت أيدي الاحتلال السوري؟ أم على السيد بيلمار أن يأتي إلى دمشق وينضّم إلى من يتعلّم على أيدي قضاة “محكمة أمن الدولة العليا الاستثنائية” في سوريا؟

وماذا يريد السيد الرئيس قوله للمجتمع الدولي؟

-هل يريد التلميح بكلامه إلى أن حزب ألله الذي يتلّقى أوامره من مدينة قم الايرانية سيشعل فتيل الحرب الأهلية مجدداً في لبنان؟ وعلى المجتمع الدولي رشوته وصدّه عن حرب مدمّرة بالغاء القرار الظني عن المحكمة الدولية؟ والرئيس السوري في هذا يلعب دور المخبر الذي لاحول ولاقوّة في أيديه ؟ هذا الدور الذي لايقبله أي رئيس دولة على نفسه، وبخاصة دولة عظيمة وقوية وقادرة على ابتلاع لبنان في سويعات قلائل، في حين أنها عاجزة عن استرجاع شبر واحد من أراضيها المحتلة؟

-أم الرئيس الأسد خائق مذعور من أن تكون وراء الأكمة أكمة؟ فصدور أي قرار ظني من المحكمة الدولية يتهم حزب ألله سيكون له مقعول سقوط حجرة من أحجار الدومينو المرصوفة وراء بعضها، وبالتالي فإن عدوى اتهام حزب ألله سينتشر بين بيروت وطهران ويسمم الأجواء التي يعيش فيها النظام السوري برمتها؟

ومهما يكن، فإن اتخاذ هكذا موقف معارض بشكل صارخ لصدور القرار الظنّي الذي سيصدر – كما يبدو- مهما كانت النتائج وخيمة للفرقاء، يثير الشكوك في أن النظام السوري مرعوب، حيث أنه من جهة يعارض صدور القرار ولايضع بين أيدي بيلمار أي جديد حول مشبوهين آخرين في المنطقة، فهل جاءت صحون طائرة من السماء واغتالت الشهيد رفيق الحريري وأكثر من (20) إنسان معه في ظل الاحتلال السوري ورغم تواجد كل شبكات الرصد والتجسس والمراقبة السورية في لبنان، أم أن دولة مجاورة أطلقت صاروخاً غير مرئي ليعبر سماء لبنان الذي كان في حماية سلاح الجو السوري آنذاك؟

ونصيحة للسيدة بثينة شعبان باعتبارها مستشارة سياسية في دولة أن لاتطلق تصريحات تكشف بانعكساتها عري نظامها الذي تدافع عنه، فإن أي مقارنة بين مسار التحقيق لدى المحكمة الدولية وبين مسارات التحقيق لدى المحاكم العسكرية والأمنية السورية ستجعل الناس ساخرين مستهزئين بما يجري على ساحة القضاء السوري اليوم… فإذا قلنا بأن المحكمة الدولية مسيسة، دون أن نذكر شيئاً عن محاكمات بلادنا، فهذا يعني أننا نكيل بمكيالين ونوزن بميزانين، وهذا هو النفاق يا سيدتي الكريمة

 

 

Min fêr bike

Cankurd

07.11.2007

 

Hosteya evînê,

min fêr bike,

çewa ez hezbikim…

Min fêr bike,

çewa ez şengejinekê hembêz bikim…

Vaye min şûr û mertalê xwe danî

Min tivinga xwe şikand

…û peyva cengê ji ferhenga xwe hilanî…

Niha,

dem a min ji evînê re heye

…û hosteyekî evînê li ba min

ji te pêve tune ye…

Erê,

min fêr bike

Çewa ez tayek gula Cûrî

bidime destê xanimekê

Min fêr bike

Çewa ez danîşim li gel yarekê

li quncekî çayxaneyekê

an jî li ber maseya dewatekê…

Hosteya evînê,

min fêr bike

çewa ez zeviyên xwe,

bi helbestên liyaniyê (1) biçînim

çewa ez nameyek yara xwe,

bi dengê bilind bixwînim…

Berî niha ez fêrdibûm kîn û nevînê (2)

ez fêrdibûm ceng û rijandina xwînê…

Niha,

Ez reviyam ji nav rêzên leşkerê gengeşiyê

û pevçûnê…

Niha,

Ez dixwazim ji nû dest pêbikim bi fêrbûnê…

û bi hemî awayên hezkirinê…

Hosteya min,

min fêrbike,

çewa ez bi xanimek qonaxa jorîn re

bikevime yariyên bin nivînê

çewa ez ji bîr bikim wan hezar sal ên tenahiyê

di sengerên qersî yên şerî da

min fêr bike,

çewa ez ji ser xwe bavêjim tirsa şevên cengê

û wan tîrên di dilî da…

min fêr bike,

çewa carek dî,

ez vegerim hişyariyê

û bigerim wekî jîndarekî

wekî mirovekî

ku hezdike ji vê jînê

û ji  xweşiyê….

—————————————————-

(1)   Liyanî: Eşq

(2)   Nevîn: Kurh

Cembelî [1]

[Ji berhevoka Socin û Prym – Petersburg 1887]

Tîpguhastin: Cankurd

 

Go landikê Cembelyê min ji darekî sêva

Wekî ez fikirîme rizqê lawkê min go sêvek pê va

Cembelî were ser sîngê Binefş Xatûnê raze ji nîva sêva pê va

De lorî lorî Cembeliyê mi lorî,

Ehmed bi Qurban Binefş Xatûn bi gorî

Go kulmal were ser sîngê Binefş Xatûnê raze,

Birevîne bibe zozana di jorî

Go der xanîkê Cembeliyê min jî dibêm aqil bijaye

Min vê subhê birek pale berdane xema ji dilê xwe va ye

Go Cembelî vê subhê were ser sîngê Binefş Xatûnê îro roja min û te ye

 

Go de lorî lorî Cembelyê min lorî,

Ehmed bi qurban, Binefş Xatûn bi gorî

Were Binefş Xatûnê birevîne bibe zozanê di jorî

 

Go zaro zaro

Serê kopekê babê xwe xwaro,

Eve sê sala landikê dihejînim, temara li çavê Cembeliyê kiçig (kiçik) naêt

 

God (got) derxînkê Cembeliyê min jî dibên bi ganek e

Mi vê subhê pale berdane yek bi yek e

Herê (erê) Cembelî were ser sîngê Binefş Xatûnê raze

ev e dinya ji xwe çerx û felek e

 

De lorî lorî Cembelyê mi lorî

Ehmed bi qurban, Binefş Xatûnê bi gorî

 

De zaro, zaro,

Serê kopekê babê xwe xwaro,

Eve sê sal e ber mindala Cembelyê kiçik dilorînim, ahê dîno

Temare li çavê Cembeliyê kiçik naêt

Go xencera Cembelyê min ji cewher e

Şefeqê dabû sîngê Binefş Xatûnê vê di bin de e’lba şîr e

Go gelî xelkino de hûn bizanin

Cembeliyê min ney Kurmanc e

Cembeliyê min ji malê di mîr e

Go de lorî lorî Cembelyê mi lorî

Ehmed bi qurban, Binefş Xatûn bi gorî

Were Binefş Xatûnê birevîne, bibe zozanê di jorî

 

De zaro, zaro,

Serê kopekê babê xwe xwaro,

Eve sê sala li ber mindalê Cembelyê kiçik dilorînim

Temare li çavê Cembeliyê kiçik naêt

 

Go here pîrê pîra qutê

Bes bike li der konê e’rebî pitepitê

Heke min des (dest) avêd (avêt) vî berçîtî û vê mêkutê

 

De lorî Cembeliyê mi lorî

Ehmed bi qurban Binefş Xatûn bi gorî

Were Binefş xatûnê birevîne bibe zozanê di jorî

 

De zaro, zaro

Serê kopekê babê xwe xwaro

Eve sê sala ber mendala Cembeliyê kiçik dilorînim

temare li çavê Cembeliyê kiçik naêt

 

Go min dîd (dît) vê subhê di nîva şevê da

Cembeliyê min suwar e li hespekî kumêd e

Binefş Xatûnê subehiyan û êvara bibit xulamê vê bejnê da

De lorî lorî

De zaro, zaro…

—————————————————————

[1] ) Div ê stranê de, ku li Zaxo hatiye nivisandê du serdor, wek dixuye, hene. Yek bi (de lorî) dest pêdike û ya din bi (de zaro) dest pêdike. Ev ne xem nake, ku wan herdu herdu serdor, di metnê xwe de, li dawiya her malikekê hatine an ne.

نظرات في النشاط الكوردي السوري -2 أزمة المثقف الكوردي ببساطة

جان كورد، ‏22‏ كانون الأول‏، 2010

نسمع ونقرأ بين الحين والحين دعوات من جهة الكوادر المتقدّمة في الحركة السياسية في غرب كوردستان، موجهة للمثقفين الكورد بأن يتحمّلوا القسط الواقع على أكتافهم من المسؤولية الوطنية والقومية، عن طريق المساهمة في الحوارات والنقاشات والفعاليات التي تقوم بها الحركة…ويتحدّث على الأخص بحماس منقطع النظير في هذا المجال أولئك الكوادر الذين لهم باع طويل في المجال الثقافي، فهم يشعرون بأن الجفاء بين الفعل الثقافي والفعل السياسي لايخدم الشعب الكوردي… ولكن مع الأسف أصحاب هذه الدعوات بالذات هم الذين يعقّدون المسألة ويطرحون ما يبعد المثقفين عن الحركة بدل اقترابهم منها…فالتناقض ليس في دعواتهم الرقيقة وانما في نمط تفكيرهم السياسي – الثقافي، بمعنى في فكرهم بالذات دون غيرهم

فكيف يكون هذا؟

إن هناك نماذج من هذه الكوادر تزعم بأن الحركة لاتمنع المثقفين من نشر أفكارهم ولا تضع قيوداً على إصداراتهم الأدبية، ولا تعترض على مواقفهم السياسية أيضاً، والحقيقة أن هذا لايتفّق مع سياسة “الاقصاء” والمنع من نشر نتاجات هذا المثقف أو ذاك في جرائد ومجلات والمواقع الالكترونية لهذا الحزب أو ذاك، وهذا يمكن اثباته بالشواهد والوقائع… وهم أيضاً مثل أحزابهم يضعون شروطاً للنقد ومسارات لما يجب أن تكون عليه المسيرة الثقافية…ولكنهم مع ذلك يعملون على بيع أسطوانتهم المملّة هذه في الشارع الكوردي

لو سمح هؤلاء الكوادر بالرأي الآخر المختلف حقاً لما حدثت كل هذه الانشقاقات في جسد الحركة الكوردية السورية… ولو سمح هؤلاء بنشر ما يكتبه المخالفون لآرائهم في جرائدهم ومجلاتهم لما ظهرت كل هذه المواقع الالكترونية المستقّلة؟

إن وضع الاصبع على الجرح النازف ليس مسؤولية الكادر السياسي وحده، مهما كان مثقفاً ومتقدّماً في صفوف حزبه، مهما كان عريقاً في نضالاته، ولايمكن مطالبة المثقفين الكورد بأن يساهموا في ترميم البيت ووضع المادة المجّهزة للبناء في أيديهم من قبل أصحاب البيت ذاتهم. ويبدو أن هذه الكوادر بحاجة إلى أقلام  وريشات وآلات طرب وألسنة تعزف وتغني على ايقاعاتهم فحسب، لاغير. والمثقفون الذين يفتقدون فضاء الحرية أمامهم يترددون في الانتاج لصالح من يطالبهم بانتاج من أنواع معينة وبمواصفات تسويق محددة…فإما أن تدع المثقف يفكّر ويقول ما يفكّر به، وإما أن تعلن مثل شركات البناء عن عمال ومهندسين ومساعدين وفق لائحة شروط يجب أن يوافق عليها المتقدمون بطلبات عمل مقدماً

وهنا، وسط هذا الالحاح الشديد على المثقفين من قبل كوادر مثقفة ومتقدّمة في الحركة السياسية بأن يقوموا بجزء من العبء الثقيل الواقع على عاتقهم، يجد المثقف الكوردي نفسه في أزمة حقيقية لايستطيع تجاوزها بسهولة… وهي أزمة مستديمة لدوام الازدواجية التي يرونها في الجهة التي تفتح ذراعيها واسعة لهم، إزدواجية الاصرار على أن يقوم المثقف بدوره في الظل السياسي ووضع المشروع الثقافي برمته ضمن الخطوط الحمر التي تضعها الحركة كشروط أولية لهذا الجهد التعاقدي…

وقبل هذا وذاك، لابد من الاجابة عن سؤال هام: ألا وهو: من المثقف في مجتمعنا الكوردي؟

للاجابة عن هذا السؤال نقع في مطبات كبيرة، فهناك لدى البعض تصوّر خاطىء عن المثقف الكوردي، فهل على الكوردي أن يكون مثقفاً مثل نعوم جومسكي، الذي له عشرات الكتب في اختصاصات اللغة، ويعتبر منشقاً أمريكياً كبيراً؟ أم أن المثقف يجب أن يكون مثل الدكتور اسماعيل بشكجي، الذي قضى جزءاً كبيراً من حياته في المعتقلات التركية، في ظروف سيئة للغاية، ومع ذلك ألّف كتباً رائعة حول المجتمع كونه عالم اجتماعي؟ أم المقصود بالمثقف هو كل من كتب قصيدة شعرية أو كتب دراسة سياسية أو شارك في اصدار دورة نشرية حزبية لفترة زمنية؟ وهل يمكن اعتبار الخصم السياسي الذي ينتقد الحزب وسياساته ونهجه العملي مثقفاً رغم مواقفه المخالفة؟ أم أن المثقف هو الذي يكتب المدائح البطولية حول صحة كل المواقف المتخذة من قبل قيادة الحزب و”يترفع” عن النطق بأي نقد سلبي…؟

هنا لاتزال بين الكورد السياسيين والمثقفين أيضاً خلاف في الرأي حول تحديد “بروفايل” المثقف الذي تسعى الحركة لاجتذابه

وحتى يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود في هذه البقعة من النشاط الفكري الكوردي سنقع في مآزق متتالية وتزداد أزمة المثقف نفسه عمقاً وضيقاً

لنقترب ببساطة أكثر من المسألة

قد يكون هناك من المثقفين من يعتبر سير الأحزاب الكوردية في غرب كوردستان بطيئاً، ويرى بأن على هذه الأحزاب تنشيط نفسها والقيام بجهود أكبر لمواكبة ما يراود عقل الشعب من أفكار  وتصورات،  وهناك من يرى بأن الحركة “على قدر الحال” وتسير بخطى مدروسة وعملية وواقعية، فإن كوادر الحركة الراضين عن مسارها سيعتبرون المثقف الأوّل طفولياً، حالماً، غير واقعي، بل ومتهوراً، وأحيانا تصب الحمم على رأس من ينتقد الحركة في هذه الناحية، في حين تحتضن الحركة النوع الآخر وترفعه إلى درجة “المثقف الواعي” الذي لايعمل على ايقاع الحركة في مأزق خطير، وتفتح له الأبواب المقفلة كلها… وهناك من ينظر إلى الحركة من خارجها كما أن هناك من ينظر إليها من داخلها، فتكون النتائج الناجمة عن دراسات هؤلاء مغايرة للنتائج التي تنجم عن دراسات الآخرين…وكذلك مثل هذه الاختلافات نراها بين من يعيش خارج الوطن ومن يعيش داخله… بمعنى أن النظرة إلى المثقف نسبية، ونظرة المثقف إلى الحركة ونشاطها حسب الزاوية التي ينظر منها نسبية، كما في نظرية آينشتاين الشهيرة

لماذا لاتستطيع الحركة السياسية الكوردية بمثقفيها، وتبني بينها وبين المثقفين أسواراً عالية وسميكة، بل تحاربهم وتعتبرهم مرتزقة وأعداءً، إلاّ من هي عنه راضية رضاءً حزبياً تاماً، في حين تقدر على ذلك الحركة الاشتراكية الدولية مثلاً؟

أعتقد بأن السرّ في ذلك هو أن أحزاب الاشتراكية الدولية تحترم ثقافة المثقف وفكره ومشاريعه وخطابه، ولاترى في ذلك أي خطر عليها، ولذا نرى مثقفين أوروبيين يحملون أو حملوا جائزة نوبل للآداب وظلوا أعضاء بسيطين في أحزابهم التي انتسبوا إليها…في حين أن مسؤولين حزبيين أكراد عبّروا بصراحة لمثقفين عن ضيقهم ذرعاً بمثقفين، خوفاً من أن يفرض هؤلاء المثقفون أفكارهم على الحزب ثم يغيّروا سياساته ومنهجه حسب أفكارهم…والأستاذ (بير رستم) له تجربة مريرة في هذا المجال، على الرغم من أنه  كان ملتزماً بحزب من الأحزاب الكوردية “السورية” وكان مسؤولاً هاماً فيه… وهناك من ظن بأن على المثقف السير وراءه كالكلب الوفي… هناك في العالم المتقدّم عدم الخوف من المثقف وهنا في العالم المختلّف التخوّف من أن يتحوّل المثقف إلى مفترس يقضي على غنم الراعي

وإن تشكّلت رابطة للمثقفين فإن الأحزاب تسعى بقوّة للسيطرة عليها وتحويلها إلى منظمة تابعة لها، وللمثقفين الكورد تجارب مريرة في هذا المجال أيضاً…وعندما تتبع منظمة للمثقفين حزباً معيناً فإنها تتحوّل سياسياً أيضا إلى تابع كأي هيئة حزبية أخرى… وفي نظر بعضهم إن أشنع ما يرتكبه المثقف من جريمة هو أن يساند طرفاً في نزاع، حتى ولو كان هذا الطرف على حق ويجب دعمه لأنه يقوم بعمل جيد، فالمثقف المفترض هو الذي يجب أن يكون خادماً للأسياد دون قرار شخصي، بل دون تفكير أيضاً، وما يفرز من جعبته يجب أن يبقى في حدود ما يسمى ب”النقد الايجابي!!!”، أي السير في ركب الحضارة الحزبية دون أن يضع بنفسه شواهد أو علامات طريق، فهي موضوعة وثابتة وعتيقة لايحق لأحد تغييرها أو الاعتراض على أي منها

فما العمل؟

لابد من إيجاد قاعدة مشتركة للعمل المشترك بين المثقفين الأحرار الذين يرفضون أن يضعوا أقلامهم وريشاتهم وأصواتهم في خدمة السلطان وبين كوادر الحركة الذين يجدون المثقفين مقصّرين في مجال  تقديم “المساعدة الضرورية” للحركة السياسية. ومن أجل ايجاد هكذا قاعدة متينة ورصينة لابد من أن يثبت كوادر الحركة للأغنام الشاردة بأنها لن تقدّم كقرابين على مذابح القيادات التي لاتقبل من النقد إلا ما تراه هي إيجابياً، وعلى المثقفين أن يثبتوا بأنهم لايقلون شعوراً بالمسؤولية الوطنية والقومية من كوادر الحركة السياسية، وهذا يتم عن طريق الحوار الجاد والمستمر وعن طريق فتح الآفاق الرحبة أمام الناقدين جميعاً، وعدم وضع قائمة سوداء بأسماء معيّنة أو لائحة نصائح طبية لهم وتحديد خطوط حمر لايحق لأحد تجاوزها، فالمثقف ليس بتابع وانما شريك، والحركة ليست بشرطي على الفكر والأفكار…والفكر لايمكن تخزينه في خوابي حزبية ضيّقة

 

نظرة في وثيقة الذئب الأغبر بصدد مقترحه لنظام الادارات المحلية

جان كورد، ‏24‏ كانون الأول‏، 2010

أرسل لي موقع انترنتي عائد لتنظيم حزب العمال الكوردستاني في غرب كوردستان معلومة عن هذه الوثيقة مرفقة بصورة مزيّنة للمجرم الأكبر (حسب وصف سابق له من قبل رئيس هذا الحزب بالذات)، وبعنوان برّاق للوثيقة، التي ليس في أسفلها تأريخ أو توقيع، ولا نجد مع نصها أي صورة فوتو كوبي من الأصل

وأملي هو أن لاينخدع الكورد بهذه المناورة، التي ستفشل إن شاء الله كما فشلت سائر المؤامرات الأخرى، التي استهدفت تمزيق الصف الكوردستاني وتمييع قضيتنا الأولى ودفعنا لأن نربط أنفسنا بأنفسنا بالسلاسل التي وضعت في أيدينا وأرجلنا منذ قيام جمهورية آتاتورك هذه في عام 1923

منذ أيام قلائل، نشر رئيس الوزراء التركي، السيد رجب طيّب أردوغان، مقالاً بعنوان “تركيا أمة جديدة لاغنى عنها” يوم الأربعاء 22/12/2010 في صحيفة “الخليج” الاماراتية، حول دور تركيا الراهن في المنطقة وأهميتها في ترسيخ السلام والعدل والرفاه في الشرق الأوسط، ولكنه في الوقت الذي أسهب في الحديث عن فلسطين والمنطقة العربية وحلف النيتو والاتحاد الأوروبي، فإنه أهمل الوضع التركي الداخلي عامةً بشكل ملحوظ، وذلك – كما يبدو- تفادياً لأي حديث عن مشكلة بلاده الرئيسية، ألا وهي المشكلة الكوردية…وهذا يرينا مدى الخوف الذي يعاني منه السيد رجب طيب أردوغان من حدوث ردّة كبرى في مجال اصلاحاته القانونية والدستورية، ومنها وعوده لحل القضية الكوردية حلاً متواضعاً لأن حزبه لاينجح في الانتخابات بدون الصوت الكوردي…

وحقيقة يجدر القول بأن هناك مساعٍ حميدة من قبل القيادات الكوردستانية في جنوب كوردستان وفي شمال كوردستان للتوصّل مع حكومة أردوغان بالذات إلى شكل من أشكال الحلول المقبولة كوردياً وتركياً ودولياً للقضية الكوردية في تركيا… ولكن الصراع محتد جداً بين حكومة وحزب السيد رجب طيّب أردوغان وقادة الجيش ومن ورائهم زعماء الأحزاب الكلاسيكية والمجموعات اليمينية في البلاد، وبخاصة بصدد أي خطوة ما تجاه حلًٍ لهذه القضية التي أفرغ إهمالها خزائن المال التركي، نتيجةً للحروب وإخلاء أجزاء واسعة من كوردستان من القوى المنتجة، أي اضعاف الانتاج الزراعي الذي كان دعامةً كبيرة لتسويق البضائع التركية إلى أوروبا، حيث هذا التسويق كان ولا يزال يأتي للبلاد بالعملة الصعبة

ومعلوم أن فكرة الإدارة المحلية ليست جديدة، وهي تعود إلى عهد القضاء على معاهدة سيفر الدولية التي أقرّت حق الحرية والاستقلال للشعب الكوردي، في عام 1920، وبعقد معاهدة لوزان في عام 1923، أي في عهد قيام الجمهورية بقيادة مصطفى كمال (أبي الأتراك)… وهذه الفكرة قد أخذت حيّزاً كبيراً من عقل الزعيم العمالي المعتقل، السيد عبد الله أوجالان، الذي كان يتهم من لايطالب بالاستقلال الكوردي بالخيانة الوطنية عندما كان في دنيا الحرية، وكان يصف هذا الصديق الكبير”!” بأشرس عدوٍ للأمة الكوردية… ولقد كتبنا عن ذلك مقالاً مسهباً من قبل. ومنذ اعتقال هذا الزعيم نرى تأكيداً من قبله أن العدو الأكبر لشعبنا الكوردي هو حزب السيد رجب طيب أردوغان، في حين أن الصديق الأكبر الذي سعى لمنح الشعب الكوردي “إدارة محلية” لم يكن سوى مصطفى كمال هذا

وفي غمرة الصراع بين الحكومة والعسكر ينشر حزب العمال نص هذه الوثيقة، وكأنه يقول لنا: ” لاتهتموا بما يقوله لكم السيد أردوغان، وانما أنظروا ماذا يقدّمه لنا الكماليون، أعداء الأردوغانيين….”

وإذا ما نظرنا بدّقة إلى نص الوثيقة التي يريدون لها مكانة أهم وأعلى من معاهدة سيفر بالذات، فنرى طرحاً للسيد آتاتورك لفكرة “تشكيل الإدارات المحلية في كل البلاد” كجزء من سياسته الداخلية، وهذا ما نقرأه جلياً في المادة الأولى من الوثيقة.

1- تشكيل الإدارات المحلية في جميع انحاء الوطن وعلى نطاق واسع وعلى مراحل من متطلبات سياستنا الداخلية.

وفي المادة الثانية يوضّح السيد آتاتورك بأن الكورد أيضاً يجب أن يؤسسوا تنظيمهم المتعلّق بالادارة المحلية حسب قناعته، والادارة المحلية مطبّقة منذ زمن سابق، في أوروبا التي يتوجه إليها بجمهوريته ويسعى أردوغان الآن الانتماء إلى اتحادها اليوم، وكذلك في بريطانيا التي كان آتاتورك في مرحلة من المراحل خصمها، وفي الدولة السوفيتية الشيوعية التي كانت لبلاده حدود معها في ذلك الحين…

2- حسب قناعتنا يجب أن يكون الأكراد قد أسسوا تنظيمهم المتعلق بالإدارة المحلية، وذلك عبر تمكنهم من تشكيل تنظيماتهم واختيار رؤساءهم بصدد الإدارة المحلية حتى هذه المرحلة.

ويوضّح السيد آتاتورك في المادة الثالثة من اقتراحه وقناعاته بأن ذلك وارد لتغذية الصراع بين الكورد والأجانب الانجليز والفرنسيين في كوردستان، إلى طريق اللاعودة، وكان الانجليز يتوددون آنذاك لزعماء الكورد في جنوب كوردستان، ولكن القائد الكبير لهم الشيخ محمود البرزنجي الذي أعلن نفسه ملكاً لكوردستان قد وقع في نزاعٍ دموي مع الانجليز لأسباب عديدة، أو بتحريض “تركي!”، مما استفاد الترك من ذلك، واليوم نجد أنه لاتزال هناك آثار واضحة للسياسة الأمريكية وقواها العسكرية في العراق، وكأن التاريخ يعيد نفسه، وهناك مخاوف من أن تستغل تركيا الظروف لصالحها مجدداً حتى يتم احباط أي مشروع استقلالي للكورد…إن آتاتورك واضح في كلامه، حين يتمنى من منح الكورد إدارات محلية نشوب نزاع مسلّح بينهم وبين القوى الخارجية…أي أن المسألة ليست مسألة حق أو غير حق وانما تكتيك سياسي مفضوح. وأرى بأن الكورد أذكى من أن يقعوا في تزاع مع منافسين لتركيا في المنطقة، عرباً أو فرساً أو أجانب، فالكورد تعلموا الكثير من هزائمهم ونجاحاتهم

3- من اجل وصول العداء ضد الفرنسيين وبشكل خاص الانكليز المتواجدين على حدود العراق إلى مستوى الصدام المسلح الغير ممكن التراجع عنه في كردستان وإعاقة الوحدة فيما بين الكرد والأجانب، فلا بد من تشكيل الإدارات المحلية وعلى مراحل. لذا يتوجب تحضير الأرضية المناسبة لهذه المسألة وإعطاء الوظائف المدنية والعسكرية للإداريين الكرد لكي نؤمن صداقتهم وارتباطهم بنا من القلب بهذه الطريقة، لذا يجب العمل بهذه الأساليب العامة التي تم القبول بها في سبيل تأمين هذه الصداقة وتعميقها

ولا أدري كيف لم تقع عيون ناشري هذه الوثيقة على المادة الرابعة التي تقول بجلاءٍ تام

4- السياسة الداخلية لكردستان سيتم رسمها وادارتها من قبل قيادة جبهة الجزيرة

بمعنى أن الموضوع برمته سيكون في أيادي جنرالات الجيش وقادة الجبهة (جبهة الجزيرة)، فلن تكون هناك سياسة داخلية أو خارجية كوردية وانما مجرّد إدارات محلية خاضعة للسلطة العسكرية التركية… أفلا يذكّرنا هذا بنظام “جحوش القرى” في شمال كوردستان، هذا النظام الذي حاربه حزب العمال الكوردستاني بشدة في الماضي، وكان سبباً من أسباب انتكاسات متتالية في جنوب كوردستان؟

كما يضيف السيد آتاتورك في المادة بأن الترتيبات والتغيرات الضرورية في مختلف المسائل الادارية والقضائية والمالية لهذه الادارة ستكون من حق جبهة الجزيرة العسكرية

5- التغيرات والترتيبات التي تراها قيادة جبهة الجزيرة بانها ضرورية في المسائل المتعلقة بالادارة والعدالة والمالية، فانها سوف تقترح اجراءاتها حول هذه المواضيع للحكومة

فلماذا توقيت هذه الوثيقة اليوم، بعد أن نبت الربيع على دمنة السيد آتاتورك، واهتزت شجرته العملاقة اليوم، وجنرالات جبهاته العسكرية يجرجرون إلى محاكم مدنية بتهم الاجرام والارهاب والسعي للفتن والانقلاب…؟

بل لماذا يرونق أنصار حزب العمال الكوردستاني في شمال وغرب كوردستان صورة “المجرم الأكبر” بهذا الشكل وينشرون وثيقته هذه دون نصها الأصلي، أو الواضحة الصورة والحروف بهذا الشكل الآن؟

الجواب سهل وبسيط، ولكن على حزب العمال أن يفسّر لنا هذه الوثيقة تفسيراً مقنعاً قبل كل شيء

نظرات في النشاط الكوردي السوري -1- إشكالية العلم المرفوع

جان كورد، ‏21‏ كانون الأول‏، 2010

في أي نشاط سياسي أو ثقافي أو حتى رياضي وتجاري تلعب الرايات والرموز المرفوعة دوراً هاماً في مختلف هذه النشاطات. وكما قلنا سابقاً ولمرّات عديدة بأن للنوادي والجمعيات والمواقع الالكترونية والمنظمات السياسية وحتى الجماعات السرّية وكذلك الأحزاب السياسية والدينية أعلام ورموز، ليس في بلادنا فحسب وانما في شتى أنحاء العالم

ولقد تناهى إلى مسامعنا بأن جثمان كل من الشخصيتين الكورديتين البارزتين: الأستاذ رشيد حمو ومن قبله الأستاذ اسماعيل عمر، من كوادر الحركة السياسية الوطنية الكوردية البارزة والمتقدمة جداً، قد لف بالراية السورية التي يضطّهد في ظلها، منذ أن رفعت عالياً، شعبنا الكوردي أبشع اضطهاد… ولا أدري أكان هذا الفعل (لفّ الجثمان بالعلم الوطني) تنفيذاً لوصية من الفقيدين، أم أن رفاقهما الحزبيين قد قاما بذلك لأسباب سياسية. إلاّ أن الموضوع قد أثار في الشارع الكوردي مجدداً مسألة رفع الراية الكوردية في صراعنا السياسي من أجل انتزاع حقوقنا القومية التي نجدها عادلة ونؤمن بأنها عادلة

قبل كل حديث آخر، يجدر بنا التنويه إلى أن العلم القومي الكوردي هذا بألوانه الحمراء، البيضاء، الخضراء وبالشمس الوهاجة في وسطها يعود إلى زمن ما بعد الحرب العالمية الأولى، حيث رفعته جمعية ثقافية – اجتماعية كوردستانية في اسطانبول لدى طلبها ترخيص الجمعية من قبل السلطات الرسمية في المدينة…وهناك رأي يقول بأن هذا العلم يعود إلى مرحلة أقدم… وحقيقةً لا أدري عن ذلك ما أستطيع تقديمه بوضوح للقارىء الكريم، إلاّ أن هذا العلم رفرف على رؤوس كثيرين من قادة الكورد، الذين ضحوّا في سبيل شعبهم وقضيته العادلة بدمائهم الزكية، وبخاصة في حركة وثورة خويبون “الاستقلال” في  شمال كوردستان (1927-1930) تحت قيادة الجنرال إحسان نوري باشا، وفي جمهورية كوردستان (1946-1947) في شرق ايران التي كانت عاصمتها مهاباد، وسلّم رئيسها القاضي محمد قبيل القبض عليه ومن ثم اعدامه هذه الراية لجنراله العسكري البارزاني مصطفى ليتوّلى أمر حملها في كوردستان، ووفّى البارزاني الخالد بعهده، وهاهو يرفرف فوق برلمان كوردستان العراق، وفي شتى أنحاء كوردستان، امتزج حبها بحب التراب الوطني وتحوّلت ألوانها إلى رسوم فنية رائعة بأيدي فناني كوردستان الوطنيين، كما أنشد الشعراء أشعاراً خالدة باسمها، وكما قال أحد شبابنا البارحة :” إن العلم الكوردي يجري في دمي…”. وهناك أغاني كوردية كثيرة حول هذا العلم

ولكن، بسبب الظروف الذاتية والموضوعية المعقّدة التي تعيشها كوردستان، ومنها النتائج السيئة والسلبية لتقسيمها وتجزئتها، فإنّ الحركة السياسية لاتتصرّف حيال رفع العلم القومي كما يتصرّف الشارع الكوردي، وبخاصة في الأجزاء غير المحررة من كوردستان، في حين أن الأحزاب السياسية الكوردية في الجزء المحرر من كوردستان وخارج البلاد ترفع هذا العلم دون تردد ودون أي شك في أن رفعهم لعلمهم القومي شيء طبيعي، ونابع عن شعور عميق بأن الأمة الكوردية أمة واحدة، على الرغم من اختلاف وخلافات الحركة السياسية، وتخلّفها في هذا المجال عن الشارع الكوردي

هناك تفكيران غير متفقان بصدد رفع العلم الكوردي في المناسبات السياسية والوطنية، في مؤتمرات الأحزاب واللقاءات على صعيد النشاط السياسي في المجتمعات الحرّة الديموقراطية….ولكن هناك – سوى فئة قليلة جداً – من السياسيين الكورد، الذين يرفضون العلم الكوردي رفضاً تاماً، وإن وجد هؤلاء فإنهم لايتحدثون بذلك خوفاً من نقمة الجماهير الشعبية التي ستضع أسماءهم في سجل الخونة… كما أن هناك في الحركة السياسية الكوردية من حاول إيجاد بديل للعلم القومي الكوردي بذريعة أنه علم الرجعيين من أمثال القاضي محمد والبارزانيين، ففشل في ذلك فشلاً ذريعاً…. إضافة إلى تيار ما يسمى بعدم التخلّي عن الكبد والقلب معاً…وهذا ما سنوّضحه في السطور التالية على قدر الإمكان

هناك تفكير ينمو مع الأيام، يدعو إلى مصارحة الإخوة العرب وسواهم من السوريين بحقيقة المشاعر القومية المشتركة لأبناء وبنات الأمة الكوردية في شتى أنحاء كوردستان ومهاجرهم البعيدة والقريبة، أي بأن الكورد يطمحون إلى اقامة كيان مشترك لهم أسوة بشعوب العالم الأخرى، ولاتنفع صيحات التمسك بالكورد من أذيال أثوابهم والاصرار على ضرورة تخليهم عن طموحهم القومي هذا، كما لاتنفع التحذيرات والتهديدات والموانع من أن يفكّر كثيرون من الكورد على هذا المنوال، وتنضّم إلى هذا النمط من التفكير أحزاب كوردستانية ومنظمات وجمعيات وشخصيات وطنية هامة….

وهناك تفكير يقول بأن على الكورد إخفاء حقيقة مشاعرهم هذه، والستر على كل الأهداف الحقيقية، ورفع أعلام الدول التي تقتسم وطنهم كوردستان لأن الظروف الدولية غير مساعدة على الافصاح عن أي شعور قومي عام للكورد، بل ولفّ جثامين موتاهم وشهدائهم بأعلام الدولة التي تضطهدهم إيهاماً منهم للأنظمة المستبدة بهم، وحتى لاتغدر بهم أكثر مما غدرت حتى الآن. ومن أنصار هذا التفكير عدد كبير من السياسيين الكورد في حقيقة الأمر، لأنهم على عقيدة تقول بأن السياسيين يفهمون دائماً أفضل من الشعب…وهؤلاء يتوهمون أن أعداء الكورد وكوردستان سينخدعون بذلك التاكتيك الذي أثبت فشله في كوردستان العراق، حيث تعتبر كل التصرّفات الكوردية “انفصالاً في انفصال” و”علاقات مع الأجنبي لخدمة المصالح الأجنبية…” وآخر الاسطوانات سمعناها مما يسمى ب”هيئة علماء المسلمين في العراق (العربي)” بصدد تأكيد السيد البارزاني على حق الشعب الكوردي في تقرير مصيره بنفسه…وذلك على الرغم من أن برلمان كوردستان قد أقّر العمل والعيش ضمن العراق الموحّد على أساس فيدرالي، وعلى الرغم من أن مبادرة البارزاني لتوحيد الصف العراقي قوبلت من جميع الوطنيين والديموقراطيين بالترحاب وكانت مرتكز نشوء حكومة عراقية وطنية، ولكن مع ذلك لم ينفع الكورد شيء من هذا، فالكوردي “انفصالي يعمل لصالح اسرائيل” في عرف وفهم السياسة العنصرية أينما كانت

كما أن هناك التيار الذي يجد نفسه معتدلاً في هذا المجال، فلا يتخلّى عن القلب ولا عن الكبد في آن واحد، فينادي بحمل علم البلد الذي يعيش فيه الكوردي إلى جانب رايته القومية الكوردستانية، ولا يرى أي تعارض بين الرايتين فالأولى هي راية البلاد الوطنية والأخرى هي راية قومية كوردية، والقوم الكوردي في ممارسته لحقه في تقرير مصيره بنفسه يسعى للحصول على حقه المشروع هذا في إطار “حكم ذاتي” أو “نظام فيدرالي” أو “كونفيدرالي” مع شعوب البلدان التي يعيش فيها

وهكذا فإن الكورد في طاجكستان وقيرغيزيا وأرمينيا وسائر الجمهوريات التي نثرهم فيها ستالين الرهيب يحملون علم تلك البلدان بشكل ظاهر، ولكنهم لايتدفأون إلاّ بحرارة العلم القومي الكوردي في مناسباتهم القومية المختلفة، وكذلك الكورد في سائر المهاجر، وبخاصة في العالم الحر الديموقراطي، حيث يرفعون أعلام تلك البلدان مع علمهم القومي أثناء المسيرات السلمية الاحتجاجية ولايجدون في ذلك حرجاً، بل يعتبرون ذلك وفاءً منهم لتلك الدول التي منحتهم حق اللجوء والعمل، وهم كانوا هاربين دون حقوق في بلادهم التي جاؤوا منها… ومنهم من يتمعّض من حمل الراية الوطنية السورية التي يشعرون بالإذلال القومي في ظلها حتى الآن.

فلماذا تصبح الراية الكوردية القومية إشكالاً سياسياً في غرب كوردستان؟ وفي هذه المرحلة بالذات؟

برأيي: هناك عدة أسباب ودلائل، منها

-أعداء الكورد وكوردستان لايعترفون بوجود قومية كوردية فكيف يعترفون بوجود راية قومية للشعب الكوردي؟

-هناك خونة في صفوف الشعب الكوردي يبحثون لهم عن متاعٍ إلى حين لدى الأنظمة المستبدة بشعوبها وبالكورد، وهؤلاء يصبون الزيت على النار ويدبجون التقارير الكاذبة والمغرضة التي تصوّر الكوردي “أنفصالياً” مستعداً لحرق البلاد التي يعيش فيها، ولقد أثبتت تجربة شعبنا في اقليم جنوب العراق دجل ونفاق وكذب هؤلاء “الجحوش” الخونة

-الحركة السياسية الكوردية غير متفقة على برنامج وخطاب ومطلب قومي واضح في سوريا، وليست متفقة على رفض العلم القومي الكوردي أو رفعه في كل المناسبات القومية إلى جانب العلم الوطني السوري أو بدونه، كذلك ليست قادرة على طرح علم بديل، في حين أن هناك أحزاب سورية (غير كوردية) وضعت لنفسها مقترح علم جديد للبلاد يتضمن رمزاً أو رمزين يوحي بوجود غير العرب في سوريا، ومثالنا على ذلك حزب الحداثة والديموقراطية لسورية الذي يتفهم القضية الكوردية بشكل جيد وله رأي في موضوع حلها أيضاً وتحالف من قبل مع بارتي ديموقراطي كوردستاني سوريا وهو عليم براية الحزب ونمط تفكيره وهدفه القومي المعلن في سوريا…فكيف بهذه الحركة المضعضعة أو على الأقل غير المتماسكة سياسياً أن تقدّم طرحاً مقنعاً ومتفقاً عليه بصدد الراية المرفوعة. فهل الحركة مع رفع العلم السوري وحده، أم الراية القومية الكوردية وحدها، أم الرايتين الوطنية والقومية معاً، أم أنها ستطرح مشروع راية سورية جديدة تكون بديلاً عن الرايتين معاً؟

Bêjeya dil – 4

Cankurd – 03. Dez. 2010 6:01:14 AM

Nasekî min, guvêşka xwe ya rastê bi tiliyeke xwe ya dirêj guvaşt, çavêd xwe kûriş kirin û  ji min re ev bûyer an jî ev çêrok sapirand, got:

“Ez û dostekî xwe yê dilgerm bi hev re pir diketin gengeşiyan. Wî ne bi Xwedê û ne jî bi kêşeya me ya neteweyî bawer dikir, ew Qomonîstekî mormorî bû, herroj ji min re li ser nêrîn û ramanên Karl Marx û Friedrik Engels, li ser şorişên Kuba, Viyetnam û Filistînê dipeyivî, hema tew carekê jî gotineke qenc an baş di mafê rêberên me yên Kurd de nedikir. Wî pir hezdikir ku ew mîna şorişgêrekî sor di nêv xelkê de bite naskirin û pir bizavên xwe jî dikirin, da ew wekî mezinekî an rêberekî pêşverû di nav Qomonîstan de bite pejirandin. Gava wan rê nedane wî, gotin û axazên wî jî bi paş guhan ve avêtin, êdî ew hate nêv welathezan û bû niştperwer. Rojekê li vir û yekê li wir, ew dostê min navdar bû, gelek kes bi pey wî ketin, û wekî hûn dizanin, gava Kurd bi hêz dibin, berî her tiştekî pê li meriv û dost û nasên xwe dikin. Ew jî Kurd bû û wî jî wilo dikir. Zora xelkê dibir, ewana talan dikirin, rê li wan girêdidan û bizava xwe herdem dikir, ku gundiyan, karkiran, nîv-xwendevanan û bêtir jî afretan bîne ser ola xwe ya ji nû pêda kirî bû. Ez dibêjim “ola xwe” ji ber ku wî xwe wekî avakarê oleke nû û taybet dida nasîn, xwe bi ser ve jî wekî pêxemberekî bê çewtî jî bi nav dikir…Wî digot ku kesê serxwebûna gelê Kurd nexwaze mirovekî bê namûs e. Ev gotin jî pir bi dilê gundiyan, welathezan û Kurdperweran bû, lew re ji wî hez dikirin û li dora wî diciviyan…Ji nişka ve, cîhan li seriyê wî teng bû, ew ji ber leşkerê dewleta Osikan reviya, hema ew hate girtin û bi wî girtin avêtin binzevînekê, li dereke dûrî gund û mirovên me…”

“-Êh…!”

Nasê min soliqeke kûr û dirêj li cigara xwe ya ku bi xwe pêçayî xist û çavêd xwe dîsa kûriş kirin û gotina xwe gudand, got:

“-Sal û meh derbas bûn. Min xwe bi raman û dîtinên wî dostî gelek gêro kir. Serxwebûna Kurdistanê, avakirina dewleteke nêvneteweyî di herêma Rojhilata Navîn de, tunekirina part û kesayetiyên kevneşop, avakirina deselatiyeke ku bêtir afret têde fermandar bin, û pêdakirina nijdekî mirovan, ku tew bi Xwedê bawer neke û her amade be bo bi cîh anîna raman û fermanên wî, bi can û bi xûn di ber wî de xwe bide qurbankirin…”

“-De bibêj lo…Te dilê min germ kir!“

„-Erê, wekî ez dibêjim û hîn bêtir jî…Şevekê ji şevên zivistanê, ku berf kabekê barî bû, kesekî nediwêrî ji mala xwe derkeve, ez li ber bermayê agirê pixarê, ku teviya rojê û êvarê vêketi bû, rûniştî bûm. Ji nişka ve, li ber rohniya çiraxeke zeytê, ku jar bûbû û teniya reş cama wê girtibû, pêjina mirovekî bi ser min de hat. Min guman kir ku endamekî malê ji xew rabûye. Hema ne wilo bû. Ew dostê min î ku wekî ez dizanim di zindanê de bû. Dilê min veciniqî, lêv û kabên min lerizîn û ez lal bûm, nema dizanim çi bibêjim.“

„-Qey Îzraîl bû?“

„-Bi Xwedê carina mirov di hindirê mala xwe de jî ditirse!”

“-Tu rast dibêjî.”

“-Demekê me li rûyêd hevdu temaşa kir. Ew hati bû guhartin û ez jî hati bûm guhartin…Dem mirovan diguhêre, ne tenê ji aliyê teher û pêjn û rewştin xuyayî ve, ji hinder ve jî…Min pirs kir, ka ew çewa di vê zivistana sar de, di vê berf û seqemê de, di nêv ewqas rêbendên neyaran de, ji zindana xwe hatiye gundê xwe, hatiye mala me. Wî bi asanî ji min re da zanîn ku ew mîna Xizir- Silav lê bin– herdem azad e, dikane di dîwarên çemento re derbas be, li ber wî dergahên asinî bê merbend û kilît in…”

“-Hella..Hella..!”

“-Erê, wî gote min ku bihatirîn pirtûkên “Siyasetê” di ser surhên zindana wî re difirin û dadikevin hindirê odeya wî, tazetirîn nûçeyên cîhanê bi lez û bez digihînin wî, ew nameyan ji zindana xwe dişîne bo balatirîn saziyên mafên mirovan li cîhanê, nameyan bo hogir û hevalêd xwe, çi jin û çi mêr, ku li gelek zindanan dimînin, dişîne, li rewşa wan dipirse, azara dide wan, dilên wan germ dike, da ewana jar nebin…û bi ser ve jî, ew heme kom û rêkxiraw û saziyên xwe, dost û nasên xwe, peyrew û peyayên xwe, ji odeya xwe de dajo, ku ve xwest wilo… Ew dikane wan bişîne cengê û dikane wan bike melhema birînan, nerm û aştîxwaz…”

“-Heylo, qey neyar çavkor in, tew nabînin û nabihîsin… An jî ewqas demoqrat û parêzvanên mafên girtiyan in?”

“-Ez çi dizanim?”

“-De bibêj, kuro, bibêj…“

„-Dawî mêvanê min, ê ku bi şêweyeke nenas li aliyê dî yê pixarê, li hember min rûnişti bû, gote min ku ew gelek poşman bûye.“

„-Poşmanê çi, keko?“

„-Ew poşman bûye ku wî daxwaza serxwebûna Kurdistanê kirî ye. Ew ji pirtûkên ku diketin destê wî fêr bûye ku pêdiviya gelê Kurd bi dewleteke neteweyî nîne. Ew têgihaye ku mestirîn neyarê Kurd, yê gelek caran Kurdistan di nêv xûnê de hêlaye, mestirîn dostê gelê Kurd bû. Şêx û meleyên Kurdistanê, ku tev kevneşop û olparêz bûn, xinizî bi wî kiri bûn, serî li wî hilda bûn û ew ber bi cengê ve têveda bûn, tevî ku ew mirovekî pir aşt bû. Çewtî ya Kurdan bû ne ya Osikan bû, ku Kurdistan pir caran tar û mar bû, talan û wêran bû…“

„-Bi Xwedê min ev nedizanî.“

„-Ji min re got ku serekên Kurdan li jêriya Kurdistanê gelê Kurd ber bi qirkirineke dî ve dajon. Libat û kefteleftên wan dibine xencer di pişta neteweyên rexvan de…“

„-Weylo! Rast?“

„-Bi Xwedê ez nizanim, wî wilo got. Bi ser ve jî gote min ku kuşterên gelê me, yên di cengê de li Kurdistanê hatîne kuştin, tev şehîd in û ew seriyê xwe bo dayîkên wan diçemîne û lêborînê ji wan dixwaze…”

“-De bese…bese…Êdî tu dixwazî ji min re li ser polîtîk û molîtîkê bipeyivî…Wekî Turk dibêjin: Yeter.

“-De bila. Gava te yeter kir, ez jî yeter dikim.”

“-Keko, te ji min re negot, ka ev çêroka te an ev bûyera te ji min re sapirandî, rast bi te re derbas bûye an ji xwen û pêjiniyên seriyê te yê nexweş e?“

Carekê kûr li min mêze kir û got:

„-Tu ya rast dixwazî? Ez jî nema dizanim.“

Paş van gotina, her yekî ji me rûyê xwe bi aliyekî ve guhart û bi pey fantaziyên dil û mejiyê xwe ket. Di jiyana mirovî de rastî û pêjinî pir di nav hev de dijîn, tev li hev dibin, û gelek caran mirov nikane wan ji hev cihê bike.

 

Bêjeya dil – 5

Cankurd –20.12.2010  /   21:33:56

Rêya min dirêj bû, pir dirêj bû. Diviya ji bajêrê Cizrê, ku bi Burca Belek û gorên Mem û Zînê, bi gora pêxember Nûh, silav lê bin, û bi berxwedana xwe ya gelêrî li hember zorbaziyê, navdar e, ez bi Autobusekê bême Amedê, ku li ba her Kurdekî welathez giranbiha ye, û ji ber ku di wan rojan de tevlihevbûneke mezin li bakurê Kurdistanê hebû, hindik mirov hilkişiya bûn hindirê autobusa ku ez yek ji bînekên wê bûm, nîvê sendeliyên wê vala bûn, lew re kesên ku xudanê wê bûn bêtir pare ji me standin, bi behaneya ku ewana nikanin bi hejmareke wilo piçûk ji bînekan, bi rê Kevin.

Gava ez suwar bûm, min dît ku sendeliyên paşîn tev valane û bo min wê çêtir be, ez li wir vehesa xwe bistînim, paş çend rojin gelek dagirtî bi kar û xebatan, li jêriya Kurdistanê. Min dît ku pîremêrek di aliyekî de bi keçeke ku bêguman sîh salan ji wî ciwantir bû, ketiye henek û yariyan…Min pêşî guman kir ku ew dota wî ye an neviya wî ye, lê pişt re min dît ku ew carcar bi dizîka dest davêje sîng û berê keçikê jî…Ez matmayî mam, hema Kurdekî porbelek, rûqermiçî ku ew jî li pey min hilkişiya bû hindirê autobusê, ji min re da xuyakirin ku hinde Kurd hene li wan derdoran keçikin pir ciwan li xwe mardikin û eve jî dibe egera gelek nebaşiyan û serêşan bo malbata wî û bo ya jina wî jî. Carina jî wan jinên ciwan ji xwe re bi dizîka yaran dibînin û ji ber wê yekê têne kuştin, gava kesek li wan haydar dibe. Li dawî ji min re xuya kir ku van kesên wilo jinciwan û bi xwe pîr, di piraniyê de gundî ne, ne çavrohn in û ji şaristaniya nûjen ve dûr in…!!!

Di rê de, gulav bi ser destên me de hate weşandin, piskiwît û av bo me hat dayîn û bêtir ji carekê tîmên taybetên leşkerê em ji autobusê daxistin û nav û navling û lingêd me pelikandin, gotinên nebaş bo me kirin û hinek pirsên bê wate ji me kirin. Bi ser wê de, min biryara xwe da, ez careke dî bi autobusê di wan rêyan re nerim û netêm. Wekî dî baş bû, hema mejiyê min nema dikanî teviya rê guhdariya wan hemî stranên dengbilind ên Îbrahîm Tatlisiz bike, ku ji vidiyoyên autobusê wekî îşkenceyekê ji bînekan re dihatin nîşandan.

Ew Kurdê porbelek ku hezdikir bi min re bipeyve nedizanî ez kîme, ji ku hatîme an ez ku ve diçim, lê baş dizanî ku ez Kurd im û wekî wî ez rêwiyekî di autobusê de di rê de me.

Paş ku em di ber pûtekî Ataturk re, ku li dergahê qişleyek cendirmeyan bû, derbas bûn, gote min:

„-Birawo, ma çi demê wê Kurd jî wilo bihayê serokên xwe bizanin?“

„-Ez nizanim, hema ez dizanim ku Ataturk bi ser ket û ewê serkeftî li her derekê têye bilindkirin.“

Diyar bû ku ew bi bersiva min dilşa bû û têgiha ku ez ji gengeşiyekê re amade me. Lew re bi lez got:

„-Tu çi li ser miya Dolly dizanî?”

“-Miya Dolly? Ev ji ku ve hate bîra te?”

„-Min bihîst ku li Ewrûpa an Amerîka miya Dolly kolon kirine û yeka wekî wê, pêda kirine, herdu sedased wekî hev in.“

Min dît ku ev mijar baştir e ji siyasetê, ji ber ku dostina bo min goti bûn:“Di rê de li ser siyasetê deng neke, devê xwe bigir.“

Min gote wî Kurdî:“-Erê min jî tiştekî wilo xwendiye, û min xwend ku zanayan dikanin reftarên nû ji yê pêdakirî re pêda bikin, an yên ê jêkolonkirî bi tevayî biguhêrin.“

Mêrik bi çavin tijî lawazî û rovîtî pirsiya:“-Çûn?“

Min got:“- Ew dikanin pêdakiriyekî tersî yê jê kolonkirî amade bikin.“

„-Min ew jî bihîstiye. Min bihîstî ku ewana dikanin li ciyê tirsê wêrekiyê, li ciyê nezaniyê zanînê û li ciyê karheznekirinê karhezkirinê, têxînin nefsa pêdakiriyê nûkolonkirî.“

„-Hema ez nizanim çi rast e û çi derew e.“

Hevrêyê min xwe di sendeliya xwe de piştrast kir, histoyê xwe yê dirêj ber bi min ve gerand, ku seriyê wî pir ji yê min ve nêz bû û bi dengekî daketî, wekî bi dizîka got:

„-Ez dibînim ku serokên me paş ku tên girtin û ji zindanê derdikevin tersî xwe dibin.“

„-Mebesta te çiye?“

„-Bi rast bo min hate gotin ku li ba neyarên me jî zanîna kolonkirinê pir pêşkeftiye.“

„-Ez baş tênagihim mebesta te.“

„-Gelo, qey evana serokên me kolon dikin?“

„-Çi?“

„-Birawo, çewa kesek bo serxwebûna Kurdistanê amadeye xûna hezaran law û keçan bike qurban û paş ku tê girtin dij bi serxwebûna Kurdan dipeyive? Çawa yek sibê heta bi êvarê dij bi Ata… dipeyive, wî wekî mestirîn neyarê gelê Kurd dibîne û dide tawanbarkirin, dawî gava ji zindanê derdikeve, vedigere têye mala xwe, bizava xwe di navê gelê me de belav dike ku Ev Ata…baştirîn dost e bo gelê Kurd?“

„-Keko, ev tiştê tu dibêjî pirsin dijwar davêje meydanê. Qey ewana serokên me di zindanê de kolon dikin û hinek dî li şûn wan ji me re dişînin nav me?“

„-Erê. Ez di vê baweriyê de me.“

“-Hella hella!!!”

“-Rast te mejiyê min tev li hev kir.”

Di wê navê de, em ji Amedê ve nêzîk bûn. Min xwest ez bizanim ev Kurdê serî bi famntaziyan dagirtî çi kese û ku ve diçe, ji min re ev tiştekî nû bû…si seriyê min de pirs pêda kirin…Lew re min pirs kir:

“-Keko, tu niha ku ve diçî? Ez dixwazim bêtir ji te bibihîsim.“

„-Min bihîst ku serokekî me taze ji zindanê berdane, ew hatiye mal û niha di nav gel de tiştin seyr dibêje ku berê tew dij bi wan gotinan bû. Ez dixwazim baş wî bidim ber tênêrîneke dirêj, ka eve rast serokê me filan e an pêdakiriyekî kolonkirî ye.“

„-Niha te kar û mala xwe li şûn xwe hêştine, da tu bizanî, ka zanayên neyaran filan serokê me kolon kirîne an ne?“

„-Erê…“

Wilo bi diristiyeke ku bawerî li ba min pêda kir ku ev Kurd mirovekî dîn û şêt e an jî xudan fantaziyeke pir hêgin û bi berhem e.

Xatirê xwe ji min xwest û di nav kolaneke tijî mirov de ji ber çavêd min berşê bû.